الثامن عشر من ديسمبر

روما، الخميس 18 ديسمبر 2008 (zenit.org). - ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثامن عشر من شهر ديسمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".

النسب والمسيح الملك

يظهر لنا وجه يسوع المسيح ماهية الله، كما ويكشف ماهية الإنسان. الله الأمين والرحيم الذي يبحث عن الإنسان حتى في وسط بحثه المضطرب، ويطلبه برحمة لا متناهية، ويأخذ الطبيعة البشرية، كالخروف الضال، على كتفيه ليحمله إلى منهله. من ناحية أخرى، الإنسان هو ذلك الذي لا يستطيع – في نهاية المطاف – رغم حنكته وعظمته، أن يجد مكانًا لله سوى اسطبل وأن يقدم له سوى تاريخ حافل بالحثالة واللاإنسانية... في نهاية المطاف، النسب بحسب متى هو أيضًا البشرى السارة بشأن المسيح الملك. ويتألف النسب من سلسلة من 14 اسمًا. وإذا ما كتبنا العدد 14 بالأحرف العبرية لحصلنا على الأحرف الثلاثة التي تشكل اسم داود في تلك اللغة. وبالتالي، فإن العدد 14 الذي يطغى في النسب، هو علامة الملوكية. ويحوّل النسب إلى نسب ملوكي لا يتحقق فيه الوعد لابراهيم وحسب بل أيضًا الوعد الذي يرافق اسم داود. ومعنى ذلك أن الآتي هو ملك العالم الحق. بالفعل هو الإله الرحيم، ولكنه يبقى، في رحمته، الرب الإله، الملك الذي نخضع لشرائعه، الملك الذي يدعونا إلى خدمته وينتظر طاعتنا. وبالتالي فالنسب في مطلع الإنجيل هو في الوقت عينه بمثابة هتاف أبواق للملك. يدعونا إلى حضرة يسوع المسيح. يدعونا إلى طاعة مقدسة لكلمة الله، ولخدمة الرب يسوع. أن نخدم المسيح يعني أن نملك.