روما، الأحد 7 ديسمبر 2008 (Zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم السابع من كتاب "بندكتس" للبابا بندكتس السادس عشر.

 

الاستعداد لعيد الحبل بلا دنس

إذا ما ألقينا نظرة سريعة على العالم المحيط بنا، رأينا أن الشر هو مسمّم دائمًا، وأنه لا يرفع البشر بل يحطهم ويحقرهم. لا يجعلهم أعظم أو أطهر أو أغنى، بل يؤذيهم ويصغّرهم. وهذا أمر يجب أن نتعلمه في عيد الحبل بلا دنس: الإنسان الذي يسلم نفسه بالكلية إلى الله، لا يضحي ألعوبة الله، وإنسان "النعم الممل"؛ لا يفقد حريته. وحده الإنسان الذي يوكل نفسه بالكلية إلى الله يجد الحرية الحقة، يجد عظم حرية الخير وروحها الخلاق. الإنسان الذي يلتفت إلى الله لا يضحي أصغر بل أعظم، لأنه من خلال الله ومعه يضحي عظيمًا، يتأله، يضحي ذاته حقًا. من يضع نفسه في يدي الله لا يبعد ذاته عن الآخرين، منكفئًا إلى خلاص فرداني؛ بل على العكس، فقط عندها يستيقظ قلبه حقًا ويضحي حساساً، وبالتالي شخصًا محبًا ومنفتحًا. بقدر ما يتقرب الإنسان من الله، بقدر ذلك يتقرب من البشر. نرى هذا الأمر في مريم. بما أنها كانت خاصة الله بالكلية، فهي قريبة جدًا من البشر. لهذا السبب يمكنها أن تكون أم كل تعزية وكل معونة، أمًا يتجرأ كل إنسان أن يتوجه إليها في كل عوز وخطيئة، لأنها تتفهم كل شيء وهي لكل إنسان منهل الخير الخلاق. في مريم، طبع الله صورته الشخصية.