الفاتيكان، الاثنين 1 ديسمبر 2008 (Zenit.org). – ننشر في ما يلي رسالة البابا بندكتس السادس عشر إلى البطريرك المسكوني برثلماوس الأول بمناسبة عيد القديس أندراوس الرسول.
* * *
“نعمة لكم وسلام من الله أبينا” (غلا 1، 3)
إني، وبفرح عميق، أوجه كلمات القديس بولس هذه إلى قداستكم، إلى السينودس المقدس وإلى كل الإكليروس الأرثوذكسي والعلمانيين المجتمعين بِعِيد القديس أندراوس، أخ القديس بطرس، وأسوة به، الرسول العظيم وشهيد المسيح. يسرني أن تقوم بتمثيلي في هذه المناسبة الاحتفالية بعثة يرأسها أخي المكرم الكاردينال فالتر كاسبر، رئيس المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين، الذي أوكلته رسالة التحية هذه. تنضم صلاتي إلى صلاتكم لنتضرع إلى الرب من أجل خير ووحدة أتباع المسيح في العالم.
أحمد الله الذي سمح لنا أن نعمق أواصر المحبة المتبادلة في ما بيننا، مدعومين بالصلاة وبتواصل أخوي وتير. في إطار هذا العام الذي يقارب نهايته، حظينا ببركة حضور قداستكم ثلاث مرات في روما: بمناسبة خطابكم الوقور في المعهد الحبري للدراسات الشرقية، الذي يتشرف بأن يضمكم في عداد تلاميذه السابقين؛ بمناسبة افتتاح السنة البولسية في عيد شفيعي روما القديسين بطرس وبولس؛ وفي الجمعية العامة العادية الثانية عشرة لسينودس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية، التي عقدت في أكتوبر حول موضوع كلمة الله في حياة الكنيسة ورسالتها، حيث ألقيتم خطابًا غنيًا بالفكر.
عربونًا للشركة المتنامية والقرب الروحي، تم تمثيل الكنيسة الكاثوليكية في احتفالات السنة البولسية التي يرعاها قداستكم، والتي تتضمن ندوات وحجًا إلى المواقع البولسية في آسيا الصغرى. تسهم خبرات اللقاء والصلاة المشتركة هذه في تعزيز التزامنا للوصول إلى هدف مسيرتنا المسكونية.
بالروح نفسه، أعلمتمونا قداستكم بالنتيجة الإيجابية التي توصل إليها لقاء مسؤولي وممثلي الكنائس الأرثوذكسية، والذي عقد في الفنار. لقد تلقينا بفرح علامات الرجاء التي انبثقت عن العلاقات بين الأرثوذكس وفي الالتزام المسكوني. أصلي لكي يكون لهذه التطورات وقعًا بناءً في الحوار اللاهوتي الرسمي بين الكنائس الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية، ولكي تؤدي إلى حل للمشاكل التي بقيت عالقة في الدورتين الأخيرتين. كما أشرتم قداستكم في الخطاب إلى سيندوس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية، إن اللجنة العالمية المشتركة للحوار اللاهوتي بين الكاثوليك والأرثوذكس تقوم الآن بمعالجة موضوع محوري، سيقودنا، حالما نتوصل إلى حله، أقرب إلى الشركة الكاملة.
في عيد القديس أندراوس، نتأمل بفرح وعرفان العلاقات التي تجمعنا إذ تدخل تدريجيًا إلى أعماق أكبر، مجددين التزامنا في مسيرة الصلاة والحوار. نؤمن بأن مسيرة شركتنا ستقرب وصول اليوم المبارك الذي سنسبح فيه الله سوية في احتفال إفخارستي مشترك. إن حياة الكنيسة الداخلية وتحديات العالم الحديث تتطلب منا بشكل طارئ شهادة الوحدة بين تلاميذ المسيح.
بهذه العواطف الأخوية أنقل لقداستكم تحياتي القلبية بالرب، الذي يضمن لنا نعمته وسلامه.
من الفاتيكان، 26 نوفمبر 2008.
بندكتس السادس عشر
* * *
نقله من الإنكليزية إلى العربية روبير شعيب – وكالة زينيت العالمية (Zenit.org)
حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية – 2008.