الفاتيكان، الثلاثاء 2 ديسمبر 2008 (Zenit.org). – إن المجيء هو زمن الرجاء الروحي بامتياز، وتُدعى الكنيسة جمعاء في هذا الزمن لأن تكون “رجاءً” لنفسها وللعالم. فالنظام الروحي للجسد السري يتخذ “شكل” الرجاء.
هذا ما قاله البابا بندكتس السادس عشر في عظته التي ألقاها مساء السبت، خلال الاحتفال بصلاة المساء الأولى في بازيليك القديس بطرس بمناسبة حلول الأحد الأول من زمن المجيء.
وقال البابا إن “الكلمة التي تختصر هذه الحالة الخاصة التي ننتظر فيها أمراً يفترض به أن يظهر نفسه، ولكننا نملك كذلك لمحة أو توقعاً عنها، هي “الرجاء”.
“إن المجيء – قال قادسته – هو زمن الرجاء الروحي بامتياز، وتُدعى الكنيسة جمعاء في هذا الزمن لأن تكون “رجاءً” لنفسها وللعالم. فالنظام الروحي للجسد السري يتخذ “شكل” الرجاء”.
وانتقل البابا ليشرح كلمات المزمور الأول في صلاة المساء 141 “يا رب إليك صرختُ، أسرع إلي. أصخ لصوتي حين أصرخ إليك. لتُقم صلاتي كالبخور أمامك ورفع يدي كتقدمة المساء”، مشيراً الى أن الكلمات التي تتخذ في بداية المجيء “شكلاً” جديداً لأن الروح القدس يجددها دوماً فينا وفي الكنيسة بين زمن الله وزمن البشر”.
هذا الصراخ – تابع قداسته – هو “صراخ الإنسان الذي يشعر بالخطر الكبير، ولكنه أيضاً صراخ الكنيسة وسط الأشراك التي تحيط بها، وتهدد قداستها، هذه النزاهة من غير اللوم التي يتحدث عنها الرسول بولس والتي يجب الحفاظ عليها حتى مجيء الرب”.
أما المزمور الثاني 142، ففيه تظهر “هوية المسيح بشكل جلي. هنا – قال البابا – كل دعاء يجعلنا نفكر بيسوع في فترة الآلام، ونفكر بخاصة في صلاته إلى الآب. أراد ابن الله في مجيئه الأول، في التجسد، أن يشاركنا حالتنا البشرية. وهو لم يشاركنا في الخطيئة، بل تألم من تبعاتها من أجل خلاصنا.”
وأشار قداسته الى أن الكنيسة في كل مرة تصلي المزمور 142، تختبر مجدداً نعمة هذا الحنو، “مجيء” ابن الله في الكرب البشري، وهبوطه إلى أعماقه. فمنذ البداية “يعبر صراخ الرجاء في زمن المجيء بشدة عن خطورة حالتنا، وحاجتنا الماسة للخلاص، بالقول: “ننتظر مجيء الرب ليس كزخرفة جميلة مضافة إلى عالم تم خلاصه، بل كالسبيل الوحيد إلى التحرر من الخطر الأبدي. ونحن نعلم أنه كان يجب على المخلص نفسه أن يتألم ويموت ليخرجنا من هذا السجن”.