رئيس الأساقفة ميليوري: "الأزمة المالية لم تنشأ أساساً عن إخفاق الإبداع البشري، بل عن ضعف السلوك الأخلاقي"

في كلمته في لقاء الدوحة

Share this Entry

بقلم طوني عساف

الدوحة، قطر، الأربعاء 3 ديسمبر 2008 (Zenit.org). – “كم من الأشخاص لا يحصلون على الغذاء، كم منهم يعيش في ظل خوف الحروب والقمع، كم منهم لا يحصل على الرعاية الصحية الأساسية، وكم منهم يفتقر إلى وظيفة محترمة تؤمن له دخلاً يعيله وعائلته؟”

هذا هو التساؤل الذي طرحه رئيس الأساقفة تشيلستينو ميليوري، مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة، يوم الاثنين 1 ديسمبر في كلمته في اللقاء حول التنمية الذي يجري في قطر برعاية الأمم المتحدة.

وقال رئيس الأساقفة: “نجتمع اليوم في الدوحة في قطر لتقييم الدروس التي تعلمناها ولخلق أساليب وسبل تهدف إلى تحقيق رؤية مونتيري. مع ذلك، ينتابنا مجدداً شعور القلق حيال التبعات الاقتصادية والسياسية المتأتية من أزمة مالية لم يسبق لها مثيل، والوجود الدائم للإرهاب المدمر الذي تظهره الأحداث المأساوية في مدينة مومباي الهندية”.

وأشار الى أن “هذه الأزمة تظهر تحدياً كبيراً لإيجاد سبل من أجل تخفيف هموم الشعوب الأكثر فقراً. والأزمة المالية لم تنشأ أساساً عن إخفاق الإبداع البشري، بل عن ضعف السلوك الأخلاقي”.

 فالإبداع البشري الواسع بلور أنظمة وأساليب من أجل تأمين حدود ائتمان ذات فوائد عالية وغير مستدامة، سمحت للأفراد والمؤسسات على حد سواء بمواصلة الإفراط المادي على حساب الاستدامة الطويلة الأمد. ومع الأسف أننا نرى الآن تأثيرات الجشع والتهور. ونتيجة لذلك، فإن من استطاع مؤخراً التخلص من الفقر المدقع، من المحتمل أن يرزح مجدداً تحت وطأته.

وقال ميليوري بأن “التنمية العالمية ليست مسألة لوجستيات تقنية فقط، بل هي أكثر من ذلك مسألة أخلاقية”، متسائلاً في الوقت عينه: ” كم من الأشخاص لا يحصلون على الغذاء، كم منهم يعيش في ظل خوف الحروب والقمع، كم منهم لا يحصل على الرعاية الصحية الأساسية، وكم منهم يفتقر إلى وظيفة محترمة تؤمن له دخلاً يعيله وعائلته؟ “

“إن شروط الحكم الجيد، واحترام حقوق الإنسان، والاستقرار الاجتماعي – تابع ميليوري –  تؤمن للجهات الفاعلة في المجتمع المدني، بما فيها المنظمات العقائدية، السبل لتقديم الخدمات الحياتية التي كثيراً ما تعجز الحكومات الوطنية والمحلية عن تقديمها”، مشدداً على أهمية دعم المجتمع الدولي للحكومات الوطنية بغية تسريع عجلة التنمية الاقتصادية والبشرية.

وفي الختام عبر مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الكرسي الرسولي عن “الريبة والقلق يغلبان على هذه الحقبة”، داعياً الى تبني مبادىء “التضامن مع الأسرة الدولية، والمشاركة العادلة والمنصفة في الموارد والفرص، والاستخدام المتعقل للبيئة، والامتناع عن السعي وراء كسب مالي واجتماعي قصير المدى على حساب التنمية المستدامة، وأخيراً في الشجاعة السياسية الضرورية”،  من أجل بناء عالم “يصبح فيه النمو الاجتماعي والاقتصادي والروحي متاحاً للجميع”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير