الرابع من ديسمبر
روما، الخميس 4 ديسمبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الرابع من شهر ديسمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
الحميمية مع الله
يفهم البعض الله على طريقة أريوس الذي فكر بأن الله لا يستطيع أن يدخل في علاقة خارج ذاته لأنه هو وحده متكامل بذاته. لهذا يريد البشر أن يكونوا هذا الإله، إلهًا تجري نحوه كل الأشياء وهو لا يهب شيئًا. لهذا السبب فالإله الحق هو العدو الحقيقي، مناهض أولئك الذين يضحون عميانًا داخليًا بهذا الشكل. هذا هو لب مرضهم، لأنهم يعيشون كذبة ويشيحون بوجههم عن الحب الذي هو، في الثالوث الأقدس أيضًا، هبة ذات لا مشروطة ولا محدودة… في أيامنا هذه نحن عادة لا نستطيع أن نرى مسألة الله كأكثر المسائل حقيقة، لا بل كمفتاح أعمق حاجاتنا البشرية… بالواقع، لن نجد أي دواء ما لم نعترف بأن الله هو القلب البنيوي لوجودنا بأسره. فقط عبر الحميمية مع الله، عبر الكينونة معه، يمكن للحياة البشرية أن تضحي حياة حقة. من دون الله، تبقى الحياة تحت مستواها الذاتي وتدمر ذاتها. مع ذلك، فإن الحميمية الخلاصية أو الاتحاد بالله ممكن فقط في ذلك الذي أرسله الآب والذي صار من خلاله “عمانوئيل” (الله معنا). لا يمكننا أن “نبني” الحميمية، فالمسيح هو الحياة لأنه هو الذي يقودنا نحو هذا الاتحاد بالله.