المقترح الثالث والعشرون
التعليم الديني والكتاب المقدس
ينبغي بالأحرى أن يتجذر التعليم الديني في الوحي المسيحي، ويتخذ من تعليم يسوع على طريق عماوس مثالاً له.
على طريق عماوس، شرح يسوع للتلميذين معنى الكتاب المقدس (لو 24، 27). وقد أظهرت طريقة شرحه بأن التعليم الديني المتجذر في الوحي المسيحي يتطلب تفسير الكتاب المقدس. وبذلك، فإنها تدعونا إلى الانضمام إلى أبناء اليوم لتبشيرهم بإنجيل الخلاص:
– إلى الأطفال الصغار بخاصة؛
– إلى من هم بحاجة لإعداد أعمق يتجذر في الكتاب المقدس؛
– إلى الموعوظين الجدد الذين تجدر مرافقتهم على دربهم، وإظهار مخطط الله لهم من خلال قراءة الكتاب المقدس، وإعدادهم للقاء الرب في أسرار الإعداد المسيحي، والالتزام بالجماعة والتبشير.
ولا بد من أن يلي روحانية الموعوظين الجدد ما قبل المعمودية، تعليم الأسرار ما بعد المعمودية، إعداد متواصل يتخلله وجود الكتاب المقدس وتعليم الكنيسة الكاثوليكية.
المقترح الرابع والعشرون
كلمة الله والحياة المكرسة
تولد الحياة المكرسة من الإصغاء لكلمة الله وتتلقى الإنجيل كقاعدة من قواعد الحياة. إنها تعيد اكتشاف هويتها باستمرار من خلال الإصغاء للكلمة، وتتحول إلى “البشارة بالإنجيل” في الكنيسة وفي العالم. وفيما تُدعى لأن تكون “تفسيراً” حياً لكلمة الله (بندكتس السادس عشر، 2 فبراير 2008)، فهي تشكل بذاتها كلمة يستمر من خلالها الله في التكلم مع الكنيسة والعالم.
يوجه السينودس الشكر إلى الأشخاص المكرسين على شهادتهم للإنجيل، واستعدادهم للتبشير به على الحدود الجغرافية والثقافية للرسالة من خلال مختلف خدماته العلوية. ويدعوهم في الوقت عينه إلى الحرص على إصغاء الأفراد والجماعات لكلمة الله، وتعزيز مدارس صلاة بيبلية مفتوحة أمام العلمانيين، وبخاصة الشباب منهم. وليصغوا إلى كلمة الله بقلب فقير معبرين عن استجابتهم من خلال الالتزام من أجل العدالة، والسلام، وكمال الخلق.
هذا ويشدد السينودس على أهمية الحياة التأملية ومساهمتها الثمينة في تقليد القراءة الإلهية. فالجماعات الرهبانية تشكل مدارس روحانية وتعزز حياة الكنائس المستقلة. “ومثل واحة روحية، يرشد الدير عالم اليوم إلى الأمر الأكثر أهمية، الأمر المقنع الوحيد: هناك سبب سامٍ يستحق أن نعيش من أجله، وهو الله ومحبته السامية” (بندكتس السادس عشر، صلاة التبشير الملائكي في 18 نوفمبر 2007).
في الحياة التأملية، يتم الإصغاء إلى الكلمة، وصلاتها، والاحتفال بها. لذا، لا بد من الحرص على أن تحصل هذه الجماعات على الإعداد البيبلي واللاهوتي المناسب لحياتها ورسالتها.
المقترح الخامس والعشرون
ضرورة وجود مستويين في البحث التفسيري
يبقى التفسير البيبلي الذي يطرحه الدستور العقائدي “كلمة الله 12” في غاية العصرية والفعالية. ويقضي بوجود مستويين مغايرين ومترابطين في النهج من أجل عمل تفسيري ملائم.
المستوى الأول يتعلق بالعودة إلى الأسلوب التاريخي النقدي الذي كثيراً ما أثمر في البحث الحديث، والذي دخل في المجال الكاثوليكي، بخاصة من خلال الرسالة العامة Divino Afflante Spiritu لخادم الله بيوس الثاني عشر. وقد جُعل هذا النهج ضرورياً من جانب طبيعة تاريخ الخلاص الذي ليس بأسطورة، بل هو تاريخ حقيقي متوج بتجسد الكلمة، الإلهي والسرمدي الذي صار بشراً (يو 1، 14). ومن الضروري بالتالي التعمق بالكتاب المقدس وتاريخ الخلاص باستخدام مناهج البحث التاريخي الجدي.
أما المستوى المنهجي الثاني، الضروري من أجل تفسير صحيح للكتاب المقدس، فهو متعلق بالطبيعة الإلهية لكلام الكتاب المقدس البشري. ويذكر المجمع الفاتيكاني الثاني بحق بأنه يجب تفسير الكتاب المقدس بمساعدة هذا الروح القدس عينه الذي ألهم على كتابته. ولا يتم اعتبار التفسير البيبلي مكتملاً – بالتوازي مع الدراسة التاريخية للنصوص – إن لم يبحث أيضاً عن بعدها اللاهوتي بطريقة مناسبة. إن الدستور العقائدي “كلمة الله” يحدد النقاط المرجعية الثلاث الأساسية للتوصل إلى البعد الإلهي، وبالتالي إلى المعنى اللاهوتي للكتاب المقدس. وهذه النقاط هي محتوى الكتاب المقدس ووحدته، التقليد الحي للكنيسة جمعاء، وأخيراً الاهتمام بمبدأ الإيمان. “فقط في حال وجود المستويين المنهجيين، المستوى التاريخي والنقدي من جهة والمستوى اللاهوتي من جهة أخرى، نستطيع التحدث عن تفسير لاهوتي، تفسير مناسب لهذا الكتاب” (بندكتس السادس عشر، 14 أكتوبر 2008).
ترجمة وكالة زينيت العالمية (Zenit.org)