الخامس من ديسمبر
روما، الجمعة 5 ديسمبر 2008 (zenit.org). - ننشر في ما يلي تأمل اليوم الخامس من شهر ديسمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".
انتظار المجيء
يشكل الانتظار المليء بالرجاء بعدًا من أبعاد المجيء. وفي هذا الصدد يساعدنا المجيء على فهم مكنون ومعنى الزمن المسيحي ... الإنسان في انتظار دائم في حياته... لم يبرح الجنس البشري يرجو أزمنة أفضل. لطالما ترجى المسيحيون أن يكون الرب حاضرًا دومًا في التاريخ وأنه سيمسح دموعنا وكل مشاكلنا فيتم تفسير كل شيء وتحقيقه في ملكوته. ويضحي الأمر واضحًا بشكل خاص عندما نكون مرضى، ففي ذلك الوقت نكون بانتظار دائم. كل يوم ننتظر علامة تحسن وفي الختام نتوقع الشفاء الكامل. في الوقت عينه، نكتشف أشكالاً عديدة من الانتظار. عندما يفتقر الزمان لحضور ذي معنى يملأه، يضحي الانتظار أمرًا لا يحتمل. إذا ما كنا نتوقع أمرًا ليس حاضرًا الآن – بكلمات أخرى، إذا ما كنا ننتظر وليس لدينا الآن شيء بل نحن فارغون بالكلية، ففي كل ثانية تبدو حياتنا طويلة بشكل لا يحتمل. الانتظار بحد ذاته هو عبء يصعب حمله عندما لا نكون أكيدين بأن لدينا حقًا ما ننتظره. ولكن، من ناحية أخرى، فالزمن بحد ذاته هو ذو معنى وكل لحظة تزخر بأمر ثمين وفريد، واستباقنا الفرِح للخبرة الكبرى الآتية يجعل ما نملك الآن أثمن ويحملنا بواسطة قوة خفية أبعد من اللحظة الحاضرة. يساعدنا المجيء على الانتظار بهذا النوع من الانتظار بالذات. وهذا هو بجوهره الانتظار والرجاء المسيحي.