التاسع من ديسمبر
روما، الثلاثاء 9 ديسمبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم التاسع من شهر ديسمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
يوحنا المعمدان في زمن المجيء
لننظر إلى يوحنا المعمدان. فهو يقف أمامنا متحديًا وفاعلاً، كمثال للدعوة الرجولية. في الأيام الصعبة يطلب التوبة (metanoia)، التحول الجذري في المواقف. من أراد أن يكون مسيحيًا يجب أن “يتحول” من جديد. فميلنا الطبيعي هو الاستعدادية لتحقيق ذاتنا، ولمكافئة المثل بالمثل، وتسليط الانتباه على ذواتنا. من أراد أن يجد الله، عليه دومًا وتكرارًا أن يقوم بالتحول الداخلي، أن يأخذ وجهة جديدة. وهذا الأمر ينطبق على آفاق وجودنا جميعها. يومًا فيومًا نلمس عالم المرئيات الذي ينقض علينا عبر اللوحات الإعلانية، ووسائل الإعلام، وزحمة السير، ومختلف النشاطات اليومية، لدرجة أننا نعتقد بأن ما من شيء موجود سوى هذا العالم. لكن الحقيقة هي أن غير المرئي هو أعظم وأثمن من كل ما هو في هذا العالم المرئي. فبحسب كلمات باسكال الجميلة، نفْسٌ واحدة هي أثمن من كل الكون المرئي. ولكن للتوصل إلى هذا الوعي الحي، يجب أن نتوب ونتحول، يجب أن نغير وجهة سيرنا الداخلية وأن نتغلب على وهم المرئي، وأن ننمي فينا الحس، والعيون والآذان لإدراك اللامرئي. يجب على هذا الأخير أن يكون بالنسبة لنا أهم من كل ما يضع أمامنا بلجاجة يوميًا عالمنا المرئي وكأننا أمام حاجة طارئة لا يمكن تأجيلها.Metanoeite : غيَِّر موقفك، لكي يتمكن الله أن يعيش فيك، ومن خلالك في عالمك. يوحنا بالذات لم يُعف من هذا العمل الشاق ومن تغيير وجهة السير.