روما، الثلاثاء 9 ديسمبر 2008 (Zenit.org). – عن إذاعة الفاتيكان – ترأس الكردينال ترشيزيو برتوني أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان صباح اليوم الاثنين في بازيليك القديسة مريم الكبرى بروما القداس الإلهي احتفالا بعيد السيدة العذراء سلطانة الحبل بلا دنس، وألقى عظة دعا فيها المؤمنين للنظر دومًا للعذراء مريم، في الفرح والشدة، في العافية والمرض، في حياتنا ومماتنا. ففي قلبها، قلب الأم، نجد ملجأ ورحمة وعزاء ومعينا ونورًا في مسيرة حجنا الأرضي. وقال الكردينال برتوني إن مريم هي “الممتلئة نعمة”، مذكرا بما جاء في المجمع الفاتيكاني الثاني: ليس من الغرابة بأمر أن تكون راسخةً العادةُ المتبعة عند الآباء القديسين أن يدعوا أمَّ الله كليةَ القداسة وبريئةً من كل دنس الخطيئة، وكأن الروح القدس قد جبلها وجعل منها خليقة جديدة.
وأضاف أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان يقول: نحن جمعيًا مدعوون للقداسة وهي دعوة كل معمَّد، ولا ننسيَّنَ أبدًا أن الله خلقنا وافتدانا حتى تتحقق فينا أيضًا “أمور عظيمة”، فالرب يدعونا لنعيش في نعمته ونكون قديسين كما هو قدوس. وكما يقول رسول الأمم في رسالته إلى أهل أفسس “تبارك إله ربِّنا يسوع المسيح وأبوه، باركنا في المسيح كلَّ بركة روحية في السموات، ذلك بأنه اختارنا قبل إنشاء العالم لنكون عنده قديسين بلا عيب في المحبة”.
هذا وأشار الكردينال برتوني إلى أن الوجْهَ الجميل لمريم سلطانة الحبل بلا دنس يُطمئننا بأن الله لا يتخلى عنا إنما يأتي لملاقتنا، ويريد إرواء عطشنا بجمال محبته، ينبوع سلام وفرح عميق، ونور وحياة أبدية، وأضاف: عندما تُبعدنا الخطيئة عن الله ونختار العيش بدونه، يبقى في قلبنا على الدوام الحنين لأصولنا تعيدنا مجددا “لسر الخير” الرائع المدعوين للمشاركة فيه… وحتى عندما نسقط إلى الأسفل، من الممكن دائما تسلُّق المنحدر: ففي ضياء وجه مريم سلطانة الحبل بلا دنس، تسطع للجميع علامة رجاء أكيد، علامة انتصار المسيح على الشيطان والشر والموت.
وفي ختام عظته في بازيليك القديسة مريم الكبرى في روما، رفع الكردينال برتوني الصلاة قائلا: يا مريم البريئة من كل دنس الخطيئة، تشفعي فينا نحن الخطأة وساعدينا كيلا نسقط في التجربة وأنيري ضمائرنا لنبقى على الدوام أمناء، ودعاء ومستسلمين لعمل الروح القدس… إليك يا مريم العذراء، نكل حياتنا، وبين يديك نضع عائلاتنا ورعايانا والكنيسة والعالم أجمع. ساعدينا لإتباع ابنك يسوع المسيح في القداسة ونقاوة الحياة لنتمكن يومًا من أن ندخل ملكوته ونتذوق معكِ فرح محبته في السماء. آمين!