الرابع عشر من ديسمبر
روما، الأحد 14 ديسمبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الرابع عشر من شهر ديسمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
أمانة الله في التاريخ
الأمر المهم في المسيحية هو الطاعة، والتواضع في حضرة كلمة الله… لا يأتي الخلاص من عظمة الإنسان بل من رحمة الله المجانية. يجب أن تطبع علامة تنازل الله هذه – علامة الخلاص التي هي إخلاء ذات – فهم هذا المقطع من الإنجيل في قلوبنا مرة أخرى. يجب أن تجعلنا نتوب من جديد فنضحي أشخاصًا لا يتجنبون تنازلاً مماثلاً؛ أشخاصًا يعرفون أنهم عبر تواضعهم بالذات، وعبر الخدمات الصغيرة التي تطلبها الحياة منهم يسيرون في طريق يسوع المسيح. نسب يسوع بحسب متى يبدأ مع إبراهيم. ويشهد لأمانة الله الذي حقق وعده الذي قطعه مع إبراهيم… يمثل النسب بأسره، مع كل فوضويته، وكل لحظاته الإيجابية والسلبية، شهادة نيرة لأمانة الله لكلمته بالرغم من كل الفشل وعدم الاستحقاق البشري. أما لوقا الإنجيلي… فيرسم نسب الرب ليس فقط من إبراهيم بل من آدم، ومن يدي الله الذي صنع الإنسان. ويوضح بهذا الشكل بأن الجماعة التي أقامها يسوع ليست إسرائيلاً جديدًا، الشعب الذي يختاره الله ويجمعه في العالم، بل أن رسالة يسوع تشمل كل الجنس البشري. لا ترمي رسالته إلى خلاص مجموعة معينة، بل إلى الجنس البشري بأسره، العالم بأسره. تجد الخليقة في يسوع المسيح هدفها الحق؛ في المسيح يتحقق بالكامل مقصد الله بشأن الإنسان؛ في المسيح يُهزم لأول مرة الوحش الكامن في كل منا، ويصل البشري بملئه إلى ساحة التاريخ.