الخامس عشر من ديسمبر
روما، الإثنين 15 ديسمبر 2008 (zenit.org). - ننشر في ما يلي تأمل اليوم الخامس عشر من شهر ديسمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".
الله ينتظرنا
لقد صار الله إنسانًا. صار طفلاً. وحقق بالتالي وعده بأن يكون العمانوئيل (الله معنا). لم يعد بعيدًا عن متناول أحد. الله هو عمانوئيل. بصيرورته طفلاً يقدم الله لنا إمكانية الدخول في حميمية معه. أذكر هنا قصة رابينية يذكرها إيلي فيزل. يخبر عن جيهيل، وهو طفل، يصل راكضًا إلى غرفة جده، الرابي المشهور باروك، وعيناه مغرورقان بالدموع، ويقول باكيًا: "لقد تخلى عني صديقي. إنه غير عادل وشرير معي". فيسأله المعلم: "أيمكنك أن تشرح لي أكثر؟"، "أجل. كنا نلعب الغميضة، فاختبأت بطريقة حرصت فيها ألا يجدني. ولكنه تخلى ببساطة عن اللعبة وذهب إلى بيته. أليس هذا تصرفًا شريرًا؟". لقد فقد أفضل مكان للاختباء قيمته عندما توقف الآخر عن اللعب. وعندها داعب المعلم وجه الطفل وقد اغرورقت عيناه بالدموع أيضًا وقال: "نعم، هذا أمر سيء. ولكن انتبه، فالأمر نفسه يحدث مع الله. فهو يختبئ، ونحن لا نبحث عنه. تصور! الله يختبئ، ونحن البشر لا نبحث عنه". في هذه القصة، يستطيع المسيحي أن يجد مفتاح سر الميلاد القديم. الله يتخفى، وينتظر أن تقوم خليقته بالبحث عنه، وينتظر نَعَمًا جديدًا وجهوزية جديدة، لكي يعتلن الحب كواقع جديد في خليقته. ينتظر اللهُ الإنسان.