لنتأمل مع بندكتس

Share this Entry

السادس عشر من ديسمبر

روما، الثلاثاء 16 ديسمبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم السادس عشر من شهر ديسمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.

 الفرح والتناغم

تمتد جذور فرح الإنسان في التناغم الذي يتمتع به مع ذاته. يعيش الإنسان في هذا الإنجاز، وفقط من يستطيع قبول نفسه يستطيع أن يقبل الأنت، يستطيع أن يقبل العالم. والسبب الذي لأجله لا يقبل الإنسان الأنت، وأن يدخل في علاقة معه، هو أنه لا يحب في المقام الأول أناه، ولهذا السبب لا يستطيع أن يقبل الأنت. يحدث أمر غريب هنا. لقد رأينا أن عدم إمكانية قبول المرء لذاته تقود إلى عدم إمكانية قبول الآخر. ولكن كيف يتوصل المرء إلى إحقاق وقبول أناه؟ لربما يكون الجواب غير متوقع: لا يمكننا أن نقوم بهذا الشيء بقوانا الذاتية وحدها. لا يمكننا أن نتصالح مع ذاتنا من تلقاء ذاتنا. يضحي أنانا مقبولاً بالنسبة لنا فقط إذا ما أضحى مقبولاً لدى أنا آخر. يمكننا أن نحب ذواتنا فقط إذا ما أحبنا آخر أولاً. الحياة التي تهبها الأم لابنها ليست الحياة الجسدية وحسب؛ فهي تهب له حياةً متكاملة عندما تكفكف دموع الطفل وتحولها إلى بسمات. نقبل الحياة فقط عندما يتم قبولنا من الآخرين ونشعر بهذا القبول. الإنسان هو تلك الخليقة الغريبة التي لا تحتاج فقط إلى الولادة الجسدية بل أيضًا إلى التقدير إذا ما أراد البقاء على قيد الحياة… إذا أراد شخص ما أن يقبل ذاته، يجب أن يكون هناك آخر يقول له: “إن وجودك أمر جيد” – ويجب أن يقول هذا لا بالكلمات، بل عبر فعل يصدر عن الوجود بأسره، وهو ما يعرف بالحب. فأن نريد وجود الآخر هو شكل من أشكال الحب، وفي الوقت عينه، عبر هذا الحب، نولد هذا الآخر للوجود مرة آخرى. مفتاح الأنا يكمن في الأنت؛ والطريق إلى الأنت يمر في الأنا.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير