ترنتينو، إيطاليا، الثلاثاء 16 ديسمبر 2008 (Zenit.org). –عن إذاعة الفاتيكان – اختتم المنتدى الكاثوليكي ـ الأرثوذكسي الأول أعماله التي عُقدت على مدى أربعة أيام في مدينة ترينتو بشمال إيطاليا حول موضوع: “العائلة خير للبشرية”. ونظم اللقاءَ اتحاد المجالس الأسقفية في أوروبا بالتعاون مع رئاسة أبرشية ترينتو. وقد صدرت عن المؤتمرين وثيقة ختامية سلط فيها كل طرف الضوء على موقفه من الزواج والعائلة، لاسيما القواسم المشتركة التي تجمع بين الجانبين. تؤكد الوثيقة أن يسوع المسيح رفع الرباط الزوجي بين رجل وامرأة إلى مرتبة الأسرار، مشيرة إلى أن الزواج والعائلة ليسا نتيجة الخيارات البشرية، بل يندرجان في إطار مخطط الله الخالق.
وأكدت الوثيقة الصادرة عن لقاء ترينتو أن الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية تنظران إلى العائلة على أنها البيئة الوحيدة التي تُمنح في كنفها هبة الحياة البشرية بواسطة الرباط الزوجي. وشدد الطرفان على أن الشخص البشري هو الكائن الوحيد المخلوق على صورة الله ومثاله، ولذا يتمتع بكرامة خاصة. ومن هذا المنطلق ينبغي أن تُصان الحياة البشرية في جميع مراحلها أي منذ تكوينها في رحم الأم وحتى موتها الطبيعي.
وسطرت الوثيقة أيضاً ضرورة أن تحصل كل امرأة، تتفرغ لتربية أبنائها، على الدعم المعنوي والمادي اللازم لأنها تقوم بواجب نبيل لا يقل أهمية عن أية مهنة أخرى. كما شدد الجانبان، الكاثوليكي والأرثوذكسي، على أهمية تربية البنين على القيم الخلقية والروحية وهي مسؤولية ملقاة على عاتق الوالدين، والمعاهد التربوية والمجتمع ككل. ودعت الوثيقة الختامية الصادرة عن المشاركين في لقاء ترينتو إلى إيلاء اهتمام خاص بأسر المهاجرين، والتضامن مع شرائح المجتمع المهمشة والأشد ضعفاً وعوزا.