المبادئ الأخلاقية للتلقيح الاصطناعي
بقلم روبير شعيب
روما، الأربعاء 17 ديسمبر 2008 (Zenit.org). – بعد أن رأينا في مقالة سابقة كيف توقف القسم الأول من توجيه “كرامة الشخص. في بعد مسائل أدب الأحياء” على استعراض عناصر هامة في المعالجة المؤمنة لمشكلات أدب الأحياء المعاصر، نتطرق الآن مع القسم الثاني من الوثيقة إلى بعض المسائل العملية المعاصرة التي تطرحها التقنيات الحديثة في التلقيح، ومساعدة الإنجاب.
يواجه التوجيه في قسمه الثاني بعض المشاكل التي نشأت في حقل أدب الأحياء بعد صدور وثيقة “هبة الحياة” في عام 1988، فيتحدث عن تقنيات مساعدة الإخصاب الاصطناعية، مشيرًا إلى وجوب انتباه التقنيات العلاجية الحديثة لأمور ثلاثة في مواجهتها لمشكلة العقر:
أولاً: الحق بالحياة وبالسلامة الجسدية لكل كائن بشري من الحمل وحتى الموت الطبيعي.
ثانيًا: وحدة الزواج، الذي يتطلب الاحترام المتبادل لحق الزوجين أن يضحيا أبًا وأمًا فقط أحدهما من خلال الآخر.
ثالثًا: القيم البشرية الخاصة في الحقل الجنسي، والتي تتطلب أن تكون ولادة الشخص البشري ثمرة فعل زوجي هو من خصائص الحب بين الزوجين.
التقنيات الاصطناعية
ولذا، لا يجب رفض التقنيات الحديثة باعتبارها “اصطناعية” لأنها تشهد لإمكانيات الفن الطبي، ولكن يجب تقييمها من المنظور الأخلاقي انطلاقًا من كرامة الشخص البشري.
وعلى هذا الأساس، “يجب رفض كل تقنيات الإخصاب الاصطناعي المتغاير، والإخصاب الاصطناعي المتشاكل الذي يحل مكان فعل التزاوج، ويسمح باستعمال التقنيات التي تشكل عونًا للفعل الزوجي ولخصبه”.
طبعًا، كل الوسائل التي تسهم في إزالة العوائق التي تعترض الخصب هي مسموحة، مثل العلاج الهرموني للعقر الغددي، وما شابه ذلك، باعتبار أن هذه التقنيات هي “علاجات أصلية”، بحيث يستطيع الزوجان، بعد العلاج أن يقوما بقران زوجي خصيب، دون أن يقوم الطبيب بتدخل مباشر في الفعل الزوجي عينه.
تلقيح الأنبوب والقضاء الإرادي على الأجنة
لقد أظهرت الخبرة أن التلقيح في الأنبوب يؤدي غالبًا إلى تخلص إرادي من عدد كبير من الأجنة غير المستعملة، وهذا الأمر لم يتبدل حتى الآن، وعليه يجب رفض التلقيح في الأنبوب لأنه يهين كرامة الشخص البشري ويعامل الأجنة وكأنهم “مجرد تجمع لخلايا يمكن استعمالها، اختيارها، والتخلص منها”.
فخبرة التلقيح بالأنبوب أظهرت أنه حتى الآن، يرافق حصول أم على طفل، تضحية خطيرة بعدد كبير جدًا من الأجنة، وهو أمر لا يمكن قبوله أخلاقيًا.
علاوة على ذلك، تعتبر الكنيسة أن فصل فعل التناسل عن الإطار الشخصاني للفعل الزوجي هو أمر غير مقبول أخلاقيًا: فالتناسل البشري هو فعل شخصاني يقوم به الرجل والمرأة، ولا يمكن الاستعاضة عنه بأي بديل.
“تفهم الكنيسة شرعية الرغبة بطفل، وتفهم ألم الأزواج الذين يعانون من مشكلة العقم، إلا أن هذه الرغبة لا يمكن أن تعتبر أهم من كرامة أي كائن بشري، ولا تسوغ لنا حق التحكم به”.
“الرغبة بطفل لا تشرّع ‘صناعة‘ طفل”.