بقلم طوني عساف
الفاتيكان، الأربعاء 17 ديسمبر 2008 (zenit.org) – . “الميلاد عيد يحتفل بعطية الحياة. على ولادة طفل أن تكون دائماً حدثاً مفرحاً؛ إن معانقة مولود جديد تخلق مشاعر انتباه وتأثر وحنان”.
هذا ما قاله البابا بندكتس السادس عشر في كلمته الي ألقاها خلال مقابلة الأربعاء العامة في قاعة بولس السادس في الفاتيكان، مذكّراً بأن الميلاد هو “اللقاء مع مولود جديد يصرخ في مغارة بائسة”، لقاء – قال قداسته – يجعلنا نفكر “بأطفال كثيرين لا يزالون اليوم يبصرون النور وسط حالة من الفقر المدقع، في مناطق عديدة من العالم، وبالمولودين الجدد الذي يُرفضون ويُنبذون، أو الذين يفقدون حياتهم لعدم وجود الرعاية والاهتمام”.
وقال البابا بأن الميلاد ليس استهلاكية، فالإستهلاكية، على حد قوله، تكاد تُفقد الميلاد “معناه الروحي ليتقلص الى مناسبة تجارية لتبادل الهدايا”. وأضاف بأن الأزمة الاقتصادية ذاتها التي تمر بها عائلات كثيرة في هذه الفترة، قد تكون “حافزاً لإعادة اكتشاف حرارة قيم الميلاد الخاصة: البساطة والصداقة والتضامن”، لننال جميعاً “رسالة الرجاء التي تنبثق عن سر ولادة المسيح”.
وتوقف البابا في تعليمه عند ما قاله القديس بولس في الرسائل عن التجسد، والقديس يوحنا في الإنجيل إذ قال “الكلمة صار جسداً وحل بيننا”، مشيراً الى أننا في الميلاد “لا نتوقف عند الاحتفال بولادة شخصية عظيمة؛ بل نحتفل بكل بساطة بسر ولادة الإنسان، أو بشكل عام نحتفل بسر الحياة”.
“في ظلمة ليل بيت لحم- تابع بندكتس السادس عشر – سطع نور عظيم: خالق الكون تجسد متحداً بالطبيعة البشرية، ليكون بالفعل “إلهاً من إله، نوراً من نور”، وفي الوقت عينه إنساناً، إنساناً حقاً”.
ومن أجل قبول هذه الحقيقة ” التي تنير الوجود البشري بكامله”، دعا البابا الى ترويض العقل والإقرار بمحدودية الذكاء البشري، لأن الله، “في مغارة بيت لحم، يظهر لنا متواضعاً لينتصر على كبريائنا.”
وقبل طلب شفاعة مريم والقديس يوسف “الشاهد الصامت على الأحداث الخلاصية” قال البابا بأن الميلاد هو “فرصة مميزة للتأمل حول معنى وقيمة وجودنا”، مشيراً الى أن اللقاء بالطفل يسوع “يحولنا الى أشخاص لا يفكرون فقط بذواتهم، بل ينفتحون على انتظارات وحاجات الإخوة”.