الثاني والعشرون من ديسمبر
روما، الإثنين 22 ديسمبر 2008 (zenit.org). - ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثاني والعشرين من شهر ديسمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".
أسلوب التجسد
تجسد الكلمة يعني أن الله لا يريد أن يأتي فقط إلى روح الإنسان، عبر الروح، بل أنه يطلب الإنسان في العالم المادي ومن خلاله، وأنه يريد أن يلتقي به ككائن اجتماعي وتاريخي. يريد الله أن يأتي إلى البشر عبر البشر. لقد تقرب الله من البشر بطريقة يستطيعون فيها، من خلاله، وباسمه، أن يجدوا سبيلهم للقاء بعضهم البعض. وبالتالي فإن التجسد يتضمن أبعاد شركة الإيمان وتاريخه. اعتناق سبيل الجسد يعني أن الزمان، كواقع، وطبيعة الإنسان الاجتماعية صارت عنصرًا في علاقة الإنسان بالله، بعدًا يرتكز بدوره على علاقة الله بالإنسان. يولد عمل الله "شعب الله"، ويضحي "شعب الله"، انطلاقًا من المسيح، "جسد المسيح"... الهدف الأخير الذي نتوق إليه هو الفرح. ولكن الفرح ممكن فقط في رفقة الآخرين، ويمكننا أن نكون في رفقة الآخرين فقط في الحب اللامتناهي. الفرح ممكن فقط عبر إزالة حواجز الأنا في المسيرة نحو الإله ونحو التأله.