بقلم إليزابيت ليف
الفاتيكان، الاثنين 3 مارس 2009 (Zenit.org). – بعد أكثر من خمس سنوات من إعادة الترميم، افتتحت من جديد صالة عرض الأيقونات في متاحف الفاتيكان.
تتضمن الصالة نحو 115 أيقونة بيزنطية تعود إلى القرنين الخامس عشر والسادس عشر. وقد تم تحسين العرض عبر إنارة مناسبة تساعد الزوار في إدراك الخصائص التي يحملها هذا الفن اللاهوتي والكنسي العريق.
الأيقونة الأهم في الصالة هي إيقونوستاس يعود إلى عام 1808. يصور القديس يوحنا المعمد والسابق في العلاء، وفي الأسفل استشهاد المعمدان. وفي الناحية المقابلة هناك تصوير للقديس كريستوفورس. أما في الوسط فهناك تصوير المسيح والعذراء مريم. وبين هذه التصاوير هناك لوحة فريدة في هذا النوع من الفن تبين مريم مع الطفل يسوع وهما جالسين في كأس. وعنوان الأيقونة “مريم، نبع الحياة”، وهي تعبير بليغ عن البعد اللاهوتي الذي تحمله الأيقونات الشرقية.
بعكس فن عصر النهضة الذي يقوم فيه الفنانون بتصوير الأخبار البيبلية بحسب تصاوير عصرهم. تصور الأيقونات المواضيع اللاهوتية بشكل يضمن استمراريتها على مدار العصور. فعيون المسيح المنتفخة تشير إلى أنه “يرى كل شيء”، وحنجرته المنتفخة تشير إلى أنه “الكلمة”. والثوب المخملي يشير إلى ملوكيته. وأصبعاه الممدودان يشيران إلى طبيعتيه الإلهية والإنسانية.
ركود الأيقونة يشير إلى ثبات الحقيقة لكي يستطيع الإنسان أن يتأملها.
هذا وتتضمن الصالة أيقونات مريمية كثيرة. أشهرها أيقونة “رقاد العذراء”. وتعبر كثرة الايقونات المريمية عن التقوى الكبيرة التي تحملها الكنيسة الشرقية لمريم العذراء، أم الله.
العديد من هذه الأيقونات حملت إلى روما من الشرق خلال فترة “الإيكونوكلاستيا” أي “تدمير الايقونات” وهي فترة نشأ فيها تيار هرطوقي يحارب الأيقونات بين عام 730 و847. إلى أن قام مجمع نيقيا الثاني بعرض فكر الكنيسة في هذا المجال. في فترة الإضطهاد الذي عاشه محبو الأيقونات، هرب الكثير منهم إلى إيطاليا وأثروا بشكل إيجابي على الفن الإيطالي.