القدس، الاثنين 9 مارس 2009 (zenit.org). – ننشر في ما يلي البيان الصادر عن السفارة البابوية في الأردن بشأن زيارة البابا بندكتس السادس عشر الى الأردن، نشر على موقع أبونا.
أعلن قداسة البابا بندكتس السادس عشر اليوم الثامن من آذار 2009 في نهاية صلاة الملاك الاعتيادية التي يقيمها في ايام الآحاد في الفاتيكان انه قبِل دعوة جلالة الملك عبد الله الثاني لزيارة الاردن. دعوة جلالة الملك عبد الله الثاني الى قداسة البابا سلمت شخصيا الى قداسته بلقاء خاص مع جلالة الملكة رانيا العبد الله المعظمة بتاريخ 9/2/2007، حيث اكدت جلالتها في اللقاء على تقدير جلالة الملك لجهود الاب الاقدس لتعزيز التعاون والتفاهم بين اتباع الديانات لنشر قيم المحبة والسلام في العالم اجمع وأن جلالة الملك يتطلع الى تعزيز التعاون مع قداسة البابا والفاتيكان لاحلال السلام الدائم والشامل في المنطقة.
تبدأ زيارة قداسة البابا الى الاردن في الثامن من أيار وتنتهي في الحادي عشر من أيار للعام 2009 وهذه الزيارة هي المحطة الاولى لرحلة الحج التي يقوم بها قداستة الى الاراضي المقدسة حتى الخامس عشر من شهر أيار لهذا العام والتي تشمل ايضا زيارته الى القدس وبيت لحم والناصرة. وهذه الزيارة هي الزيارة الحبرية الثالثة التي بدأها البابا بولص السادس في كانون الثاني 1964 والبابا يوحنا بولص الثاني في آذار 2000.
كرئيس روحي لما يزيد عن مليار كاثوليكي في العالم يرغب قداسة البابا في لقاء المسيحين، الكاثوليك وغير الكاثوليك في الاراضي المقدسة، بهذه الزيارة يبدي قداسته اهتماما بالغا للمسيحيين في الارض المقدسة والذين ما زالوا يعانون مع اخوتهم واخواتهم من مختلف الديانات غياب السلام. وبالتالي فأن هذه الزيارة تظهر تعاطف قداسته ودعمه للساعين لتحقيق السلام وبناء عالم افضل يحكم به السلام والامن والازدهار. الاردن كجزء من الاراضي المقدسة متأصل بعمق بكامل الارث الروحي للكنيسة في الشرق الاوسط، حضارته وتاريخه تنتمي الى الارث الثقافي للجنس البشري. الاردن ولهذه الاسباب وكل الاراضي المقدسة والكنيسة الكاثوليكية اولا معنية في تناقص اعداد المسيحيين في الشرق الاوسط. زيارة البابا سوف تشجع الوجود المسيحي والاستمرار لحياة الكنيسة في الاراضي المقدسة.
ستكون هذه الزيارة الزيارة العالمية الثانية عشرة للبابا، وتفخرالأردن كونها الدولة العربية الأولى التي يزورها البابا منذ توليه منصبه في العام 2005، حيث أن الترتيبات لهذه الزيارة جارية بالتنسيق مع الكنيسة المحلية والحكومة للترحيب بقداسته. تأتي هذه الزيارة بعد الارهاق الذي شهدته المنطقة نتيجة الاحداث الاخيرة في غزة، زيارة البابا في هذا الوقت تأتي أيضا للدعوة إلى إيجاد الحلول السلمية في المنطقة فقداسته يدعو دائما وباستمرار الى السلام بالطرق السلمية والابتعاد عن العنف، الناس جياع ومتعطشين للعدالة والسلام، وبهذه المناسبة نستذكر بأن الكرسي الرسولي ناشد عدة مرات المجتمع الدولي للتأثير على كافة الاطراف للابتعاد عن العنف واتخاذ طرق المفاوضات لسلام يدوم ويحترم الكرامة والحقوق الاساسية والحريات لكل انسان في الاراضي المقدسة.
في عدة مناسبات عَبّر قداسة البابا عن الدور المحوري الذي تقوم به المملكة الأردنية الهاشمية في البحث عن السلام في المنطقة وتشجيعها المتواصل للحوار لكافة الاطراف للوصول الى السلام الدائم، في هذه الزيارة للاراضي المقدسة حيث اظهر الله نفسه وتحدث للانسان فأن الاب الاقدس يأمل أن يصبح هذا المكان مزدهرا بالعدل والسلام ويأمل من جميع الناس ذوي الارادة الحسنة في الاراضي المقدسة والمنطقة بأن يسمعوا النداء لكي يكافحوا وبشجاعة وعزم تفضيل لغة الحوار والمفاوضات والتوفيق والسلام لبناء عالم مفتوح للتبادل الانساني ويحترم كافة الثقافات ويحترم العدل ومسؤول عن المصير المشترك للجنس البشري.
سيرى البابا في الأردن بلدا آمن، يعيش فيه المسلمون والمسيحيون بأخوة ومحبة وانسجام دون اختلافات و فوارق، وشاهد على ذلك العدد الكبير من الكنائس والمؤسسات الخيرية الكاثوليكية المنتشرة في مختلف أنحاء المملكة . قداسة البابا في زيارته الى الاردن واثق من تدعيم الحوار الموجود اصلا لزيادة فعاليته بثقة متبادلة بين المجتمعات،
الكاثوليك في الاردن يعيشوا بضروف جيدة مع الجميع ، مع الارثوذكس ومع المسلمين. يعيشوا في جماعات ويؤدوا واجبهم في التطوير والبناء الوطني والحياتي، وقداسته سيكون مسرورا لرؤية عملهم المتواصل لاظهار المحبة المسيحية للجميع دون أي تميز على اساس الجنس أو العقيدة كا سيدعمهم بصلواته المستمرة والابوية ويمنح بركته الابوية لللمسيحيين وللكنيسة في الاردن وللوطن الذي يتمنى له الاب الاقدس كل نمو وازدهار .
سيرى قداسة البابا ايضا نشاط الكنيسة الكاثوليكية الذي يتمثل بوجود حوالى 1400000 كاثوليكي يتضمنون 90000 كاثوليكي من أصل عربي و 30000 كاثولويكي من منطقة جنوب اسيا و نحو 20000 كاثوليكي عراقي (من الكلدان والسريان والأرمن) الذين التمسو اللجوء بسب الخراب والتدمير الذي سببته الحرب على العراق خلال الفترة الماضية.
غالبية الكاثوليكيين في الأردن50000 ينتمون إلى البطريركية اللاتينية في القدس (التي تضم الأردن و فلسطين و اسرائيل و قبرص) في حين أن الجزء الأكبر من بقية العرب الكاثوليك حوالي 40000 تنتمي إلى كنيسة الروم الكاثوليك الملكيين في أبرشة بترا وفيلادلفيا وسائر الاردن بالإضافة إ
لى الكنائس الكاثوليكية المارونية والأرمينية والسريانية والكلدانية.
البطريرك اللاتيني في القدس هو غبطة البطريرك فؤاد الطوال والذي يمثله في الاردن النائب العام والاسقف المعاون المطران سليم الصائغ الذي يشرف على على 32 رعية لاتينية أما المطران ياسر عياش رئيس اساقفة بترا وفلادلفيا وسائر الاردن للروم الكاثوليك يشرف على 29 رعية للروم الكاثوليك الملكيين. اجمالا هناك أكثر من 70 كاهن كاثوليكي في الأردن العاملين في مختلف الرعايا والمواقع في الاردن وهناك حوالي 300 راهبة تخدم في مختلف المجالات، المدارس ورياض الأطفال والتعليم العالي والمستشفيات والعيادات الطبية ودور المسنين ودور الأيتام والمعوقين والمؤسسات الاجتماعية والتأهيلية والمؤسسات الغير الربحية وغيرها من المؤسسات مثل أكاديمية الموسيقى التابعة لمطرانية اللاتين في الأردن. وبهذا الخصوص فإن مطرانية اللاتين في الأردن (البطريركية اللاتينية في القدس) تجري خطة عميقة ومدروسة لبناء جامعة في مدينة مادبا ، لتكون صرحا علميا لكافة الأردنيين وتخرج اجيال شبابية للاردن والمنطقة ككل.
زيارة البابا في المقام الأول زيارة روحية تمت بدعوة كريمة من جلالة الملك عبدالله الثاني لدعوته لزيارة الاردن، وهي مناسبة للحبر الاعظم الذي يرعى الكنيسة في العالم لزيارة هذا الجمع في الاردن، حيث ستتيح هذه الزيارة لقداسته فرصة مناسبة لإظهار التقدير والدعم لجلالة الملك ولاصحاب السمو وللعائلة المالكة والحكومة الاردنية والسلطات المحلية، وتسلط الاهتمام على الكنيسة المحلية واهمية الاراضي المقدسة في منطقة الشرق الاوسط خصوصا في الاعلام العالمي.
سيتم التنظيم لمؤتمر صحفي قبيل زيارة البابا و ذلك لإطلاع وسائل الإعلام على خط سير رحلة البابا.