الفاتيكان، الاثنين 9 مارس 2009 (zenit.org). – ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها البابا بندكتس السادس عشر في ختام الرياضات الروحية يوم السبت في الفاتيكان. ألقى التأملات الكاردينال فرنسيس أرينزي، العميد السابق لمجمع العبادة الإلهية وتنظيم الأسرار، وقد تمحوت حول موضوع: “الكاهن يلتقي بيسوع ويتبعه”.
نيافة الكاردينال
أيها الإخوة الأجلاء،
من المهام الجميلة التي يقوم بها البابا هي التلفظ بكلمة “شكراً”. في هذه اللحظات، أود باسمنا وباسمكم جميعاً، ان أشكركم يا نيافة الكاردينال (موجهاً الكلمة الى الكاردينال أرينزي) على التأملات. لقد أرشدتمونا، وأنرتمونا وساعدتمونا على تجديد كهنوتنا. لم تقدموا لنا عرضاً لاهوتياً بهلوانياً، بل عقيدة سليمة، وخبزاً طيباً لإيماننا.
لدى سماعي كلماتكم، ذهبت بذهني الى نبوءة حزقيال التي علق عليها القديس أغسطينوس. في كتاب حزقيال، يقول الله، الراعي الصالح للشعب: سأقود نعاجي على جبال اسرائيل، الى مراع خصيبة. ويتساءل القديس أغسطينوس أين هي جبال اسرائيل، وما هي المراعي الخصبة، فيقول: جبال اسرائيل، والمراعي الخصبة هي الكتب المقدسة، كلمة الله التي تعطينا الزاد الحقيقي.
لقد كانت تأملاتكم مفعمة بالكتاب المقدس، مع إلمام كبير بكلمة الله في نطاق الكنيسة الحية، من الآباء ووصولاً الى تعليم الكنيسة الكاثوليكية، وفي الليتورجيا. لم يكن لاهوتكم لاهوتاً مجرداً بل لاهوتاً مطبوعاً بالواقعية السليمة. قدّرت واُعجبت بخبرتكم العملية، خبرة خمسين سنة من الكهنوت، تكلمتم عنها، وعلى ضوئها ساعدتمونا على إدراك إيماننا. قلتم لنا كلمات حقة، واقعية وعملية من أجل حياتنا، ومن اجل تصرفاتنا ككهنة. وآمل بأن يقرأ الكثيرون هذه الكلمات ويعملون بها.
لقدا بدأتم الرياضة برواية الرسل الأولين الذي تبعوا يسوع. كانوا لا يزالون قلقين وخجولين، فسألوه: يا معلم، أين تسكن؟ والجواب الذي شرحتموه لنا، هو: “تعالوا وانظروا”. لكي ننظر علينا ان نأتي، علينا ان نسير ونتبع يسوع، الذي يتقدمنا دوماً. فقط من خلال السير واتباع يسوع نستطيع ان نرى. لقد اريتمونا أين يسكن يسوع، أين هو مقره: في كنيسته، في كلمته، في الافخارستيا المقدسة.
شكراً، نيافة الكاردينال، لإرشاداتكم. بزخم جديد، وفرح جديد، نستأنف مسيرتنا نحو الفصح. أتمنى للجميع صوماً مباركاً وفصحاً مجيداً.
نقله الى العربية طوني عساف – وكالة زينيت العالمية (zenit.org)
