الكاردينال كوردس يوضح تعقيدات الاقتراح الوارد على موقع Facebook
بقلم خيسوس كولينا
حاضرة الفاتيكان، الثلاثاء 17 مارس 2009 (Zenit.org). – إن الاقتراح الذي قدمه عضو في الموقع الاجتماعي الإلكتروني Facebook عن واجب قيام الكرسي الرسولي بمقايضة ثروته بالأغذية في إفريقيا هو أمر مستحيل بالنظر إلى القانون الدولي، حسبما قال الكاردينال بول جوزيف كوردس.
هذا ما قاله رئيس المجلس الحبري “قلب واحد” لزينيت خلال مؤتمر صحافي عقد يوم الجمعة الفائت وعقب فيه على العريضة التي نشرت على الإنترنت بعنوان “مقايضة ثروة الكرسي الرسولي بأغذية لإفريقيا. أتريدون توقيع العريضة؟”
أشار الكاردينال إلى أن البابا، وبغض النظر عن طابع الاقتراح الإيديولوجي، لا يستطيع التفكير بهذه المسألة لأن القانون الدولي يمنعه من ذلك.
هذا ويُعنى هذا المجلس الحبري بالإدارة والتنسيق بين المنظمات والنشاطات الخيرية التي ترعاها الكنيسة الكاثوليكية.
أما مطلق هذه البادرة التي تحظى الآن بأكثر من 40000 مؤيد فهو ألبرتو خويساس إسكوديرو من إسبانيا الذي يدعي بأنه “من المخجل النظر إلى ثروات الكرسي الرسولي ومن ثم مشاهدة الأنباء”.
وأوضح أن ما دفعه إلى نشر هذه الدعوة هو أنه يعتقد أن الكرسي الرسولي “لا يقر بأخطائه. […] وهو لا يبشر على سبيل المثال لأن يسوع ولد في مغارة وعاش فقيراً”.
وقال الشاب ختاماً: “إن الكرسي الرسولي عارٌ! والديانة الكاثوليكية عارٌ أيضاً!”
جواباً عن الأسئلة التي طرحتها وكالة زينيت، أوضح الكاردينال كوردس أنه سمع مقترحات مشابهة على مر السنوات الأربعين الماضية كانت تتكرر أكثر بكثير من الآن.
فعندما دعاه يوحنا بولس الثاني إلى المجيء إلى روما والعمل مع الكوريا، لاحظ “قوة الأجواء المعادية للكرسي الرسولي”.
وأوضح: “نظرت إلى وضع أسهم الكرسي الرسولي، فوجدت أن الكنيسة لا تستطيع التصرف بالتحف الفنية التي تملكها في الفاتيكان”.
الواجب
قال أنه يجب على الكنيسة “الحفاظ على التحف الفنية باسم الدولة الإيطالية. وبالتالي لا تستطيع بيعها”.
وذكر رئيس الأساقفة الحادثة التي حصلت في السبعينيات عندما قدم محسن تبرعاً من أجل تجديد Collegio Teutonico داخل الفاتيكان، فأراد مدير المقر منحه تمثالاً صغيراً – ذات قيمة ضئيلة نسبة إلى التماثيل الأخرى في متاحف الفاتيكان – كبادرة امتنان، ما أدى بالمتبرع الألماني إلى مواجهة الكثير من المشاكل مع الدولة الإيطالية التي اتهمته بأخذ قطع كانت إيطاليا مسؤولة عن حمايتها.
وأشار الكاردينال كوردس إلى “وجود الكثير من التدابير لحماية الأعمال الفنية في كل بلد، لأن حمايتها تقع ضمن واجبات الدولة”، مضيفاً أن ثروات الكرسي الرسولي تشكل جزءاً من التاريخ الثقافي الإيطالي”.
وشدد رئيس “قلب واحد” على عمل الكنيسة الكاثوليكية في الخدمات الصحية والتربوية في العديد من المناطق الإفريقية، قائلاً أن “الرؤساء الأفارقة يعترفون بهذا الأمر عندما يلتقون بالبابا”.
وأكد على أنه لولا الكنيسة، لكان تم التخلي عن عدد كبير من المصابين بمرض الإيدز لأن الكنيسة إلى جانب شبكة مستشفياتها هي المنظمة التي تهتم بالعدد الأكبر من المصابين بهذا الفيروس.
كما أشار إلى أن الزيارة البابوية إلى الكاميرون وأنغولا التي ستجري من 17 ولغاية 23 من مارس الجاري تلفت انتباه الإعلام العالمي إلى إفريقيا، وتجعل العالم يعي بشكل أكبر حاجات هذه القارة. هذا وعبر عن أمله في أن تعزز الزيارة البابوية أعمالاً ملموسة من التضامن والاحترام.