“يحب أن نقتنع بأننا لا نقوم بعمل ظالم نحو أحد إذا ما قدمنا له المسيح ومنحناه إمكانية أن يجد بهذا الشكل، أصالته الحقة أيضًا، والفرح النابع عن اكتشاف الحياة”
بقلم روبير شعيب
لواندا، السبت 21 مارس 2009 (Zenit.org). – لا يجب على المسيحي أن يخجل من التبشير بالمسيح أو أن يعتبر وكأنه يقوم بعمل جائر إذا ما عرف الآخرين على المسيح. فالمسيحي هو شاهد أن حياته كانت فارغة من دون يسوع، ويجب عليه – وجوب المحبة – أن يعرف الآخرين بالمسيح الذي ملأ حياته معنىً. ومن أحب المسيح حفظ وصاياه، ويسوع بالذات أوصى بالتبشير في كل المعمورة، لذا، يحب على المسيحي أن يقول ما يقوله بولس: “الويل لي إن لم أبشر”.
هذا هو فحوى كلمات الأب الأقدس بندكتس السادس عشر في عظته بمناسبة القداسة الذي جمعه بالأساقفة والكهنة، والرهبان والراهبات، والحركات الكنسية وملقني التعليم المسيحي في أنغولا وساو تومي في كنيسة ساوباولو في لواندا نهار السبت 21 مارس 2009.
ففي معرض كلامه عن شخصية القديس بولس المبشر، وعن المبشرين الذين ساهموا في مسحنة أنغولا وساو تومي منذ نحو 500 سنة، قال الأب الأقدس للحاضرين في الذبيحة الإلهية: “أيها الإخوة والأخوات، إنه دوركم اليوم أن تقدموا المسيح القائم لمواطنيكم، أسوة بمرسلي الله الأبطال والقديسين أولئك”.
بشرى المسيح الذي غلب قوى الظلمة
ولفت الأب الأقدس إلى الحالة التي يعيشها الكثير من مواطنيهم: “يعيش الكثير من مواطنيكم في الخوف من الأرواح، ومن السلاطين الشريرة التي يظنون أنها تهددهم؛ وبسبب ضياعهم، يتوصلون إلى الحكم على الأطفال المشردين وعلى المتقدمين في السن، لأنهم يعتقدون أنهم مشعوذون”.
وتساءل بندكتس السادس عشر: “من يستطيع أن يبشرهم بأن المسيح قد تغلب على الموت وعلى تلك القوى المظلمة؟”.
وردًا على الاعتراض الفرضي: “لم لا ندعهم وشأنهم؟ فلهم حقيقتهم ولنا حقيقتنا. فلنسع إلى التعايش بسلام، تاركين كل واحد على حاله، لكي يحقق بالشكل الأفضل أصالته”، قال: “نحن مقتنعون وقد قمنا بهذه الخبرة أنه بمعزل عن المسيح تبقى الحياة غير كاملة، وينقصها واقع – لا بل واقع أساسي”.
وأضاف: “ويحب أن نقتنع بأننا لا نقوم بعمل ظالم نحو أحد إذا ما قدمنا له المسيح ومنحناه إمكانية أن يجد بهذا الشكل، أصالته الحقة أيضًا، والفرح النابع عن اكتشاف الحياة”.
وأردف قائلاً: “لا بل يجب علينا أن نفعل هذا الأمر، إنه واجبنا أن نقدم للجميع إمكانية الوصول إلى الحياة الأبدية”.
“إذهبوا في العالم أجمع وأعلنوا الإنجيل”
ودعا الأب الأقدس المؤمنين إلى أن يتحدثوا بالروح نفسه الذي كان يتحدث به الإسرائيليون في القراءة من الفصل السادس من سفر هوشع: “تعالوا نرجع إلى الرب: هو جرحنا وهو سيشفينا”.
وأضاف: “فليساعدنا بؤسنا البشري على لقاء الرحمة الإلهية. الرب يجعلنا أصدقاءه ويثق بنا، يمنحنا جسده في الافخارستيا ويوكل إلينا كنيسته. ولذا علينا أن نكون أصدقاءه حقًا، وأن تكون مشاعره مشاعرنا، أن نريد ما يريد وألا نريد ما لا يريد”.
وذكر البابا أن الصداقة مع يسوع ترتكز على حفظ كلمته، وهو بالذات حض المؤمنين على التبشير: “لقد قال يسوع بالذات: “أنتم أصدقائي إذا فعلتم ما أوصيتكم به” (يو 15، 14). فليكن هذا التزامنا المشترك: أن نفعل جميعنا إرادته المقدسة: “إذهبوا في العالم أجمع وأعلنوا الإنجيل للخليقة بأسرها” (مر 16، 15). فلنعانق إرادته، كما فعل القديس بولس: “التبشير بالإنجيل (…) هو واجب بالنسبة لي: ويل لي إن لم أبشر!” (1 كور 9، 16)”.