“لا يمكن لقلبنا أن يعرف هوادة ما دام هناك إخوة يتألمون لأجل نقص الغذاء، أو العمل، أو المسكن، أو ما سوى ذلك من الخيور الأساسية”
بقلم روبير شعيب
لواندا، الاثنين 23 مارس 2009 (Zenit.org). – انتهت اليوم الرحلة الرسولية التي قام بها الأب الأقدس بندكتس السادس عشر في الأيام الأخيرة إلى الكاميرون وإلى أنغولا. وقبيل مغادرته الأراضي الإفريقية، ألقى البابا كلمة شكر بحضور رئيس جمهورية أنغولا، والسلطات الكنسية والسياسية والعسكرية.
بعد أن شكر من ساهم في نجاح هذه الزيارة عبر الأب الأقدس عن رضاه عن حالة الكنيسة في أنغولا بالقول: “أشكر الرب لأني وجدت كنيسة حية، وبالرغم من الصعوبات، مليئة بالحماس، عرفت كيف تحمل على كتفيها صليبها وصليب الآخرين، مقدمة بذلك شهادة أمام الجميع عن قوة الرسالة الإنجيلية الخلاصية”.
ولم يتوان الأب الأقدس عن المساررة بحزنه لمفارقة المسيحيين الأفارقة حيث قال: “ها قد أتت ساعة الفراق لأتوجه إلى روما، حزينًا لأني مضطر أن أفارقكم”، ولكنه عبر في الوقت عينه عن فرحه للقائه بشعب “شجاع ومصمم على الولادة من جديد”.
ولم تخل كلمة الشكر من توجيه نداء إلى جعل هموم ومشاكل الفقراء والمهاجرين محور الاهتمامات السياسية: “أود المطالبة بأن يكون التحقيق الصحيح للآمال الأساسية للشعوب الأكثر حاجة، الاهتمام الأول لجميع الذين يغطون مسؤوليات عامة، لأني أكيد أن نيتهم هي أن يقوموا بالمهمة الموكلة إليهم لا لمصالحهم الشخصية بل لأجل الخير العام”.
وأضاف: “لا يمكن لقلبنا أن يعرف هوادة ما دام هناك إخوة يتألمون لأجل نقص الغذاء، أو العمل، أو المسكن، أو ما سوى ذلك من الخيور الأساسية”.
واعتبر الأب الأقدس أن التحدي الكبير للتوصل إلى تقديم جواب عملي لهؤلاء الإخوة في الإنسانية، هو التعاضد: “التعاضد بين الأجيال، التعاضد بين الأمم وبين القارات لكي تقوم بتقسيم عادل لموارد الأرض بين كل البشر”.
وبالإشارة إلى سينودس الأساقفة المقبل لأجل إفريقيا قال: “ومن لواندا أتطلع لأشمل إفريقيا بأسرها، لميعاد اللقاء المقبل في أكتوبر في حاضرة الفاتيكان، عندما سنلتقي للجمعية الثانية الخاصة لسينودس الأساقفة المكرس لهذه القارة، حيث وجد ملاذًا الكلمة المتجسد بالذات”.