روما، الثلاثاء 24 مارس 2009 (Zenit.org). – h2onews – الى قارة كالقارة الافريقية، تعبة من كونها مهمشة من قبل عالم معولم يفقتر الى التضامن، الى هذه القارة التي تحوي في ذاتها كل التحديات الآنية التي تواجهها شعوب كثيرة، جاء بندكتس السادس عشر حاملاً الصلوات والبركات، جاء يخبر عن الله، عن العدالة الاجتماعية، عن الانقسامات وعن الحرية… جاء خاصة ليردد بأن التخلف والفقر ليسا امراضاً قاتلة ومن الضروري مكافحتهما.
الى ياوندي ولواندا تدفق آلاف الاشخاص من اربعة اقطار الكاميرون وانغولا: ستة ايام ونصف من الرقة، والاعمال الحسية بين الزائر الهام وملايين الرجال والنساء والاطفال. جعل بندكتس السادس عشر صوته صوتهم لدى الحكام والجماعة الدولية، لمكافحة الفقر والفساد والتمييز واللامساوة الذين يجرحون الكرامة البشرية والديمقراطية.
من الكاميرون الى انغولا، المشهد يتغير. من ارض سلام، حوار ومصالحة، ارض لجوء لآلاف اللاجئين، انتقل البابا الى ارض ضعيفة، خارجة من ما يقارب ثلاثين سنة من الحرب الاهلية، والتعب للوقوف على قدميها، للمسامحة، للأخوة – لأن الفقر هناك مستمر، مطلق، ولكن الرجاء بأيام افضل كبير.
شفافية، تجارة عادلة، وحكم رشيد، هي توصيات البابا لشعب الكاميرون وانغولا. ضعف العلاقة بين الزوجين، عدم المسؤولية الجنسية، التشويه، قتل الأبرياء، الهجرة القسرية، الشعوذة، وانتشار البدع، هي القضايا الحساسة التي تطرق إليها بكل وضوح، خلال زيارته الى أفريقيا.
رحلة طغى عليها جو حزين مؤلم، يوم السبت، مع موت شابتين بسبب التزاحم الذي سبق وصول البابا الى استاد كوكيروس في لواندا… شاباتان لم يتسنى لهما ان تسمعان كلمات البابا تحث شباب افريقيا الى النظر الى المستقبل.
بعد احد عشر عاماً على زيارة يوحنا بولس الثاني الى القارة، عاد بدكتس السادس عشر ليؤكد لمائة وتسعة وخمسين مليون كاثوليكي يعيشون في افريقيا، على قوة المسيحية. مسيحة – كما قال بعض الأساقفة الأفارقة – قادرة على إعطاء القارة كل البعد الذي تستحقه”.