بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الاثنين 15 فبراير 2010 (Zenit.org). – العمل المسكوني هو لقاء يتم فيه تبادل الهبات والمواهب، هذه هي النظرة التي انبثقت عن المؤتمر الأخير الذي عقد في الفاتيكان برعاية المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين.
عقب المؤتمر الذي استمر من 8 إلى 10 فبراير الجاري، أعلن الكرسي الرسولي عن الرغبة بإصدار “إعلان مشترك” حول الإيمان من قبل مختلف الطوائف المسيحية، ليشكل نوعًا من خلاصة 40 عامًا من العمل المسكوني.
جاء الاقتراح في بيان أصدره المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين، ، والذي شارك فيه الكاثوليك، اللوثريون، المصلحون، الأنغليكان والمثوديون.
ترأس اللقاء الكاردينال فالتر كاسبر، رئيس المجلس الحبري المذكور أعلاه، والذي يعمل في المجلس الحبري منذ عام 1999.
أشار البيان الختامي أنه من بين الاقتراحات العملية التي توصل إليها اللقاء هناك الرغبة بإصدار وثيقة مشتركة يستعرض نتائج المسيرة المسكونية حتى الآن.
ويوضح البيان أن هذه الوثيقة تستطيع أن تتضمن اعترافًا مشتركًا بإيمان المعمودية، وتعليقًا على قانون الإيمان الرسولي، وصلاة الأبانا.
هذا وشرح البيان أن الهدف من المؤتمر لم يكن التبحر في نقاط اللقاء الكثيرة التي تم التوصل إليها على مدى 40 سنة، بل أيضًا إيجاد السبل لإيصال النتائج التي توصل لها الأعضاء لمختلف الجماعات المسيحية، لكي يستطيعوا ان يعبروا في حياة الإيمان عن التقدم الذي تم تحقيقه صوب الوحدة.
تبادل الهبات
وأوضح المجلس الحبري أنه قد تم التوصل في هذا اللقاء إلى مفهوم ومقاربة جديدة للعمل والحوار المسكوني تعتبر هذا الأخير كتبادل هبات ومواهب.
هذا وشرح البيان أن المؤتمر نظر إلى المستقبل، لتمييز الشكل الذي يجب أن يأخذ الحوار المسكوني المستقبلي، في سبيل التوصل إلى الغاية الأخيرة للحوار، ألا وهي الوحدة الكاملة والمرئية.
وتساءل الكاردينال كاسبر في البيان عن المعنى اللاهوتي للشركة ، وأجاب موضحًا أنها لا تعني الشركة بالمعنى الأفقي، بل هي شركة القديسين (communio sanctorum)، التي نستطيع أن نحددها انطلاقًا من الاشتراك العامودي بالقدوس، والأقداس – اي الروح القدس الحاضر في الكلمة والأسرار.
هذا وقد شارك في المؤتمر لاهوتيون مختصون بالحوار المسكوني، ولاهوتيون جدد في هذا المجال. وكان النقاش اللاهوتي على مستوى رفيع، وقد قرر المشاركون إعادة النظر بالمواضيع المطروحة في الجمعية العامة للمجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين الذي سيعقد في شهر نوفمبر 2010.