بقلم باسمة السمعان
عمان، الثلاثاء 04 مايو 2010 (Zenit.org) – قال البطريرك فؤاد الطوال ان الشبيبة المسيحية هي أغلى ما لدينا في الكنيسة. وأضاف في المؤتمر الذي رعاه للشبيبة المسيحية في الاردن: أن خدمة الكاهن وواجب تعاونه مع العلماني ضروري في الزمن الحاضر، فبدونه لا يستطيع ان يكمل رسالته، والعلماني من دون الكاهن لا يستطيع ان يقوم بالعمل بفاعلية.
ووجه غبطته في المؤتمر المنعقد تحت شعار: “الشباب، تحدٍ، أمل ورسالة”، تحية أبوية للامانة العامة للشبيبة التي حضرت المؤتمر، وتحية خاصة للاب وسام منصور، المرشد الروحي ، ولكل من أسهم في انجاح المؤتمر، وتمنى ان يكون فرصة تجدد عميق فاعل وفعال، فنحن، كما قال، بحاجة الى وقفة مع الذات، لنتعرف على هويتنا المسيحية وسر ايماننا والتزامنا في خدمة الوطن والمجتمع.
وتوجه الى الشباب قائلا: أيها الشباب: صداقتكم للكاهن واحترامكم للكهنوت هما أكسجين للكاهن وللشاب ذاته. وفي نهاية كلمته، وضع البطريرك الطوال الأردن الغالي والقائمين عليه، ملكاً وحكومة وشعباً، وهذا المؤتمر والقائمين عليه والمشاركين فيه تحت حماية العذراء مريم، فهي “من قبلنا جميعاً بدأت مشوارها الخلاصي بكلمة “نعم” في البشارة، وانتهت بصمت بالكلمة ذاتها عند الصليب”.
وحضر حفل افتتاح المؤتمر الذي جرى في فندق اللاند مارك في عمان، المطران سليم الصايغ مطران اللاتين في الاردن، والمطران المعين حديثا المونسنيور وليم الشوملي، وسكرتير السفارة البابوية في عمان، المونسنيور ماتي دي موريس، وعدد كبير من الكهنة والرهبان والراهبات وأعضاء الامانة العامة للشبيبة المسيحية في الاردن وممثلون عن مختلف فرق الشبيبة المسيحية في المملكة.
وقد ابتدأ الاحتفال بالسلام الملكي الأردني، ومن ثم اضاءة شمعة بدء المؤتمر، وصلاة افتتاحية جماعية أدارها الاب وسام. فيما برز حضور فضائية النورسات والتيلي باشيه والتلفزيون الاردني، بالاضافة الى المواقع الالكترونية وبخاصة موقع أبونا وموقع الامانة العامة للشبيبة، اللذين تبنيا نقل أحداث المؤتمر أولا بأول.
وكانت أولى الكلمات للسيد نصري حزين، الامين العام للشبيبة المسيحية في الاردن، وتكلم فيها عن المسيرة الشبابية والتحديات التي يواجهها في الزمن الحاضر، وان الشباب امل المستقبل، تجدد وتحدٍ مع متغيرات العصر، امل ورسالة، امل المستقبل، ورسالته في خدمة كلمة الله، من خلال نيله سر العماد المقدس. وختم كلمته بالتذكير بما قاله البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في قداسه عام 2000 في عمان: ” أيها العلماني لا تخف أن تأخذ دورك في الكنيسة ” .
وفي كلمة الامانات العامة السابقة للشبيبة في الاردن، تحدث السيد ماهر قندح عن متغيرات العصر وتحدياته التي تختلف اليوم عن الماضي، تحديات اعلامية ثقافية واجتماعية، رؤية جديدة وروح جديدة تنبثق عن رؤية الانجيل. وأضاف ان الرسالة واحدة والهدف واحد، ونحن نريد علمانيين شباب وشابات ملتزمين من خلال اعداد البرامج وخطط عمل، بث روح المسيحية في فكر الشبيبة مما يتلاءم مع فكر العصر. وايضا هم بحاجة لشهادة حية، تكون لهم قدوة.
وقال المطران سليم الصايغ، مطران اللاتين في الاردن، الذي واكب الشبيبة لأكثر من عقدين من الزمان، وكان لهم نعم السند والحليف في كلمته قال: المجتمع يتعرض لتغييرات كبيرة، وتعيش حاضرها في ظروف زمنها, حيث نعيش اهتزازات دينية كثيرة، نحن امام توجه ديني يزداد عمقا وبنفس الوقت يمثل ابتعادا عن وجه المسيح الحقيقي.
وأضاف بأن بلادنا بلاد الكتاب المقدس، لكن شبابنا فريسة جهلهم للكتاب المقدس… ابناؤنا مؤمنون ومثقفون, ولا يحق ان نعاملهم في امور الدين والتنشئة المسيحية كما كانوا في المدارس، علينا ان نزودهم بالمعرفة الاصيلة للكتاب المقدس، لكي يواجهوا تحديات العصر الكثيرة في مجتمعنا ، وهم بحاجة الى العون اللاهوتي والكتابي، لكي يملاوا الفراغ الروحي الذي يعانون منه.
السيد لؤي اسطفان، عرض نتائج الاستبيان الذي وزع على الطلبة والشبيبات في المدارس، والجامعات في الاشهر السابقة ، حيث وزعت 7000 نسخة وتم جمع اجابات 2572 استمارة. وكان نتيجة الدراسة بأن تحديات الشباب المسيحي في الاردن متعددة، فهي تحديات مع الأسرة، وفي المدرسة وفي المجتمع وفي الكنيسة ومع الذات، وهي جميعا متداخلة معا. وعرض السيد اسطفان ما توصلت اليه الدراسة ، من التزام روحي للشباب ، ودور الاهل والرعية والكاهن والمدرسة ، في مساعدتهم على مزيد من الشركة والتواصل مع الكنيسة .
ثم عرض الاب وسام الواقع المسيحي والواقع الديموغرافي للشبيبة من خلال الاستبيان ، وقال بأن هذه الدراسة بينت النسب الكبيرة من الشباب المسيحي متوزعة بنسب متفاوتة بين مختلف الكنائس ، مشيرا الى نسبة كبيرة للشباب المسيحيين البعيدين عن أي التزام كنسي ، وهم لذلك بحاجة الى من يصل اليهم ويقدم لهم خدمات روحية ويقدم لهم المشورة.
أما الاخت وردة مكسور ، من رهبنة القلبين الاقدسين في لبنان، فتحدثت عن الاساليب الجديدة لعرض الرسالة الانجيلية للشباب لجذبهم الى الكنيسة. وعرضت فيلما صغيرا لتلهم العقل والقلب، بعنوان “ايها الشبان ماذا تريدون؟ الشباب المسيحي ماذا يطلبون؟ هل هو المسيح؟ فماذا نفعل لهم؟”. فعرضت الاساليب الفعالة والمحركة والدائمة لايقاد شعلة الايمان ومحبة المسيح: وهي أن نتخذهم شركاء لنا، وأن نتكل على الروح القدس الذي
يساعدهم على التميز بين الخطأ والصواب، وأن نثق بأن لهم القدرة على القيام بالصواب، وأن نعطي الشاب امكانية الشبع الروحي الذي يعطيه الانتصار، وأخيرا أن نشعل الحياة الروحية وهي نار موقدة في قلب المؤمن.
ووزعت الاخت مكسور الرائدة في التربية المسيحية شمعة على كل مشارك، مكتوبا عليها فضيلة معينة، وطلبت في نهاية كلمتها من الحضور اشعال الشمعة، ليبقى نور السيد المسيح ساطعا في قلب كل شاب وفتاة.
الدكتور موفق زيادات، في محاضرة له عن الاساليب التربوية الحديثة للتعامل مع الآفات الأخلاقية مثل الخمور والجنس والمخدرات والأفلام والعنف. عرض احصائيات وارقام بين فيها النسب التي تطال الشباب من هذه الامراض الاجتماعية ، والتي علينا الاهتمام بها واخذها بعين الاعتبار. مستعرضا الاسباب التي تؤدي الى حدوثها وانتشارها ومنها عمل الوالدين وغيابهم عن البيت، الغنى المادي، والفقر الروحي، دوائر المعارف والاصدقاء الذين قد يؤثرون سلبيا…
الجلسة الثالثة كانت عبارة عن مداخلات للمشاركين حيث قدموا مقترحات لتوصيات يرونها مهمة ومناسبة لهذا المؤتمر. حيث تم التصويت عليها لكي يتم رفعها لغبطة البطريرك والسلطة المحلية لكي يتم اخذها بعين الاعتبار. وأبدى المشاركون رغبتهم بتكرار مثل هذه المبادرات التي تجعل الشبيبة المسيحية تقف للصلاة والتفكير معا، لايجاد أفضل السبل الروحية والثقافية، للنهوض الدائم مع الشبيبة وجعلها عاملة مؤثرة في الكنيسة . فيما أيد المشاركون من كنيسة الروم الارثوذكس الذين تأسست لهم حديثا الامانة العامة للشبيبة ، كل مبادرات الوحدة والعمل المشترك في مختلف الكنائس .
الجلسة الاخيرة كانت للاب رفعت بدر والاستاذ وليد غياض للحديث عن اهمية الاعلام في حياة الشباب اليوم. وميز الاب رفعت بين الالتزام في الاعلام العام، والاعلام الكنسي البحت. وبعد عرض لسليبات وايجابيات استخدام وسائل الاعلام، عرض بعض التوصيات، لتحقيق مزيد من الانجاز الطيب والمؤثر في حقول الاعلام في الكنيسة والمجتمع. ثم طلب من الشباب الانخراط في حقول الاعلام المسيحي، وفي التطوع للمركز المسيحي للاعلام الذي سيفتتح قريبا باذن الله، مختتما حديثه بقوله: “من أوتي موهبة التقرير، فليقرر، ومن أوتي موهبة التصوير، فليصور، ومن أوتي موهبة التفكير، فليفكر”.
ثم تحدث الاستاذ وليد غياض العامل في مجال الاعلام الكنسي في لبنان، عن تعليم الكنيسة حول الاعلام، وسبل العمل الجماعي المشترك داخل الكنائس لكي تكون حاضنة للمواهب الشبابية، ومعلمة على طريق الاستخدام الاخلاقي السليم. وعرض أيضا النتائج الايجابية والسلبية للاعلام، وبخاصة الارنترت، على الشباب، وبين أن الكنيسة في لبنان بصدد الاعلان عن موقع تفاعلي جديد هو Faithbook ليكون رديفا روحيا لمنتديات ال Facebook .
ثم تلى الاب علاء علمات، رسالة خاصة وجهها الكهنة الى الشباب المسيحيين في الاردن، في ختام هذا المؤتمر، معربا عن تقدير الكهنة لاخوتهم الشباب وما يقومون به من نشاطات رعوية واستعدادهم الكبير للمشاركة في تطبيق التوصيات التي خرج المؤتمر بها . وسوف ننشر النص الكامل للرسالة الكهنوتية الى الشباب.
وتلت الانسة فرح سماوي، التي أبدعت في ادارة عرافة الحفل، البيان الختامي للمؤتمر الاول للشباب المسيحي في الاردن، وسوف ينشر بنصه الكامل في موقع أبونا.
وبعد، فقد أضاءت الامانة العامة للشبيبة المسيحية في الاردن شمعة مؤتمرها الاول، وأشعلت الاخت وردة مكسور شموعا في يد كل مشارك، فيما اشتعلت قلوب الشباب بنور ساطع ذكرهم بمواعيد معموديتهم، وأسس لمرحلة جديدة، من العمل المنتظر من شبيبة أرض المعمودية وأبرشية القدس. وستكون الاحاديث في قادم الايام، بدون شك: مرحلة ما قبل مؤتمر اللاند مارك، ومرحلة ما بعده.