حاوره في القاهرة إميل أمين

القاهرة، الثلاثاء 25 مايو 2010 (Zenit.org). – تلقى دعوة الحبر الأعظم البابا بندكتوس السادس عشر لانعقاد سينودس خاص بمسيحي الشرق الأوسط زخما شديدا في الأوساط المصرية القبطية الكاثوليكية التي رحبت كثيرا بهذه الدعوة سيما وان أقباط مصر هم الأكثر عددا بين مسيحي الشرق الأوسط كافة .

 في هذا السياق وعشية عيد العنصرة كان لنا هذا اللقاء مع نيافة الأنبا يوحنا قلته  النائب ألبطريركي لطائفة الأقباط الكاثوليك في مصر ، الطائفة الأكبر عددا والأعمق جذورا للكنيسة الكاثوليكية في ارض مصر المحروسة وذلك بكاتدرائية سيدة مصر للأقباط الكاثوليك بمدينة نصر على أطراف القاهرة :

**بداية كيف نظرتم  في مصر كأقباط الى دعوة الحبر الأعظم  البابا بندكتوس  لانعقاد هذا السينودس ؟

عندما تجيء الدعوة  من  قداسة البابا شخصيا فعلنيا ان نأخذها بالجد كل الجد  وكأنها من السيد المسيح أو من الروح القدس  ، وهي في حقيقة الأمر  دعوة ملهمة  لان قداسة البابا بخبرته وقداسته وعلمه يعرف ان الشرق الأوسط يمر بمرحلة انعطاف تاريخي  وكما قال شكسبير فان الوقت الحالي لمسيحي مصر هو " نكون أو لا نكون " هذه هي القضية المستمرة في الشر ق الأوسط  وهو أمر يمثل هاجس للجالس سعيدا على كرسي مار بطرس .

**في تقدير نيافتك ما هي أهم العقبات الحقيقية التي يواجهها مسيحيو الشر ق الأوسط في أوقاتنا  هذه ؟

هناك قضيتان ملحتان في واقع الأمر، العلاقة مع أخواننا المسلمين في الأوطان الشرق أوسطية،  العلاقة الثنائية بين  الكنائس الكاثوليكية المشرقية وبعضها البعض أولا،  وتاليا العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية المشرقية  وكيف لمسيحي الشرق الأوسط  التعامل سويا بروح معاصرة حديثة ، روح المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني وليس بروح العصور الوسطى  وخلافات المجامع السابقة .

** كيف ترى بادئ بدء حال ومآل أقباط مصر على نحو خاص قبل انعقاد هذا السينودس غير العادي ؟

يجب ان نشير هنا بصراحة الى حقيقة واقعية وهي ان أقباط مصر الأرثوذكس  هم  المسيحيون الأكثر عددا  على مستوى الشرق الأوسط ، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية لها  التأثير الأعلى على مسيحي مصر والعالم العربي فإذا تقدمت هذه الكنيسة تتقدم جميع الكنائس وإذا ظلت تدور في إطار العصور الوسطى  والتقاليد  وعدم الانفتاح ، اعتقد ان هذا سيزيد من الصعوبات  التي سيواجهها مسيحيو المنطقة  ولا اقصد بالانفتاح أو العصرنة ان تتنازل عن تاريخها  أو عقيدتها أو طقوسها وإنما ان تجد علومها وثقافتها  في تعاملها مع بقايا الطوائف المسيحية .

** ماذا عن وضع كاثوليك مصر بين الغالبية الأرثوذكسية الغالبة .. والى أين تمضي لجان الحوار المسكوني الكاثوليكي الأرثوذكسي المشترك ؟

 هناك في مصر نحو سبع طوائف كاثوليكية روم ، أرمن ، موارنة ، كلدان ، سريان ، لاتين ، الأقباط هم الأغلبية الغالبة نحو ثلاثمائة ألف  نسمة، وبقية الطوائف لا تعدو أكثر من 20 ألف ، ومع ذلك فللكنيسة الكاثوليكية في مصر  ثقل وقوة مستمد  من ثقافتها الحيوية  الداخلية  وعالميتها وإنسانيتها  وقداسة رهبانها وراهباتها وعائلاتها .

 أما عن قضية الحوار المسكوني  فقد كانت هناك خطوات نحو التفاهم والوحدة  والحوار  حتى أربع أو خمس سنوات خلت وتوقف الحوار  لأسباب كثيرة  منها ما هو غير موضوعي  ويتعلق بأشخاص بعينهم في الكنائس الأخرى ومنها ما يتعلق بالرئاسات الدينية وهناك وربما هذا هو الأهم ان انفتاح الكنيسة الكاثوليكية في العالم لا يلقى إعجابا من مفكري الكنائس القبطية الأرثوذكسية .

** هناك شكاوى عديدة من أبناء الكنيسة الكاثوليكية  تجاه بعض الممارسات من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية .. ماذا عن    ذلك ؟

 الكنيسة القبطية الأرثوذكسية  تجد دائما حساسية   بالنسبة للأقباط الكاثوليك  وكأنهم عقبة في طريق العلاقة مع روما ، وتود الكنيسة الأرثوذكسية  ان تقيم حوارا مباشرا مع روما بدون الأقباط الكاثوليك .

وهذا الأمر ينطبق  كذلك على بقية الطوائف الشرقية الكاثوليكية فالكنائس  البيزنطية والسريانية الأرثوذكسية تنظر للكاثوليك البيزنطيين أو السريان نفس النظرة  وتعتبرهم عقبة في سبيل الاتحاد بروما .

 ورغم ذلك نأمل ان يتجدد الحوار على يد قداسة البابا بندكتوس لاحقا .