عظة البطريرك صفير نهار الاحد في القبيات

“وصيّة جديدة أعطيكم”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

القبيات، الثلاثاء 18 مايو 2010 (Zenit.org). –  ننشر في ما يلي عظة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير خلال ترؤسه القداس الإلهي في القبيات-لبنان نهار الأحد 16 مايو 2010.

* * *

يسرّنا أن نأتي إليكم في هذا اليوم، تلبية لدعوتكم، ولطلب الذين يسعون إلى إنهاض المنطقة بما ينشئون فيها من فرص عمل، وبالتالي من تكثيف مواردٍ تمكّنهم من البقاء حيث ولد وعاش آباؤكم وأجدادكم. لذلك قد رافقنا في زيارتنا هذه عدد من رجال الأعمال الذين نشكر لهم مواكبتهم إيانا.             وقد عرّجنا في طرابلس على دار المطرانية المارونية حيث كان في استقبالنا راعي الأبرشية سيادة أخينا المطران جورج ابو جوده، رئيس أساقفة طرابلس المارونية، السامي الاحترام، ونفر من أبناء طرابلس ووجهائها المحترمين. وإنّا نزجي إليهم جميعا خالص الشكر. ومررنا ببعض المدن والقرى المارونية من مثل التليل وسواها من البلدات التي رحّبت بنا، ونشكر أهاليها جزيل الشكر، ونستمطر عليهم أغزر بركات الله.             ويسرّنا ان نضع حجر الاساس للمطرانية المارونية في عكار، وهي ستكون، إن شاء الله، المقرّ الصيفي لمطران الأبرشية.             ونحتفل اليوم بالقداس الإلهي في كنيسة سيدة الغسّالة، وهي كنيسة بلدة القبيات الرعائية، وشفيعتكم التي تركها لكم أباؤكم وأجدادكم أثمن كنز.             ويطيب لنا أن نتأمل معا ما جاء في انجيل اليوم من خواطر روحية مفيدة. وقد استهللنا كلامنا بكلمة من هذا الانجيل وهي: “وصية جديدة أعطيكم”. وتعرفون هذه الوصية هي محبة بعضكم بعضا.           المحبة في الدين المسيحي هي الألف والياء. ولولا المحبة لما تجسّد ابن الله وصار انسانا، وصلب من أجلنا ليجعلنا أبناء الله بالمعمودية المقدسة. ولولا المحبة لما كان الناس يعيشون مع بعضهم البعض في جوّ من التفاهم، والتآلف والتعاون. وكان الوثنيون يقول بعضهم لبعض في بدء العصر المسيحي: “انظروا كم يحب المسيحيون بعضهم بعضا”. ليت هذا القول يصحّ اليوم في جميع المسيحيين في لبنان، وفي كل أصقاع العالم. وقد سمّى السيد المسيح وصية المحبة بالوصية الجديدة، لأنها سرعان ما يتناساها الناس، لذلك تبقى دائما جديدة. ولا يطلب السيد المسيح منا أن نحب بعضنا بعضا فقط، بل أن نقتدي به هو الذي يعطينا مثلا محبته إيانا، وهي قد كلّفته، بعد الهزء به والامتهان واكليل الشوك، الموت على الصليب. غير أنه دفن لثلاثة أيام غير كاملة، ثم نهض من الموت منتصرا عليه وعلى الخطيئة. والمحبة هي علامة المسيحيين التي تميّزهم عن سائر الناس. لذلك قال السيد المسيح: “بهذا يعرف الناس انكم تلاميذي، اذا أحببتم بعضكم بعضا” (يو 13: 35) .             وهل هذا ما نراه اذا القينا نظرة على ما حولنا؟ وندرك اذذاك أننا لا نزال بعيدين عن المثال الذي أعطاناه السيد المسيح، وعن الوصية التي أراد أن نمارسها في علاقاتنا مع بعضنا.             وإنّا نهنّّئكم بدار المطرانية التي ستلتقون فيها حول صاحب السيادة لتتباحثوا في شؤونكم الدينية والحياتية. وسيتم تدشين فرع شركةSoft Solutions  التي ستقيّض لكم فرص عمل في بلدتكم هذه، وهذا أمر له أهميته، بدلا من أن يذهب فتيانكم وفتياتكم إلى أماكن بعيدة ليجدوا عملا يؤمّن لهم حياة كريمة. وإنّا نشكر معكم ولدنا السيد نعمه طوق لتجسيده هذه الفكرة البنّاءة.             وإننا نحضّكم على الإقتداء بآبائكم وأجدادكم الذين تمسّكوا بإيمانهم بالله وإكرامهم السيدة العذراء، خاصة في هذا الشهر المكرّس لتكريمها، وستتركون من بعدكم لأولادكم وأحفادكم هذا التقليد التقوي الذي هو أثمن ما تملكون.             وإنّا اذ نشكر لكم مجدّدا الاستقبال الذي أردتم ان تخصّونا به، نسأل الله ان يوالي عليكم وعلى عيالكم وبلدتكم، صفوة النعم والبركات، ويحفظكم طويلا مشمولين برضاه وبركاته.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير