البلجيك: الأساقفة جادون في اقتلاع آفة الاعتداء الجنسي على القاصرين

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بقلم روبير شعيب

بروكسل، الخميس 20 مايو 2010 (Zenit.org). – أعلن أساقفة البلجيك عن رسالة عامة موجهة إلى الجماعة الكاثوليكية في البلجيك، بعيد رجوعهم من الزيارة إلى الأعتاب الرسولية.

اعتراف واعتذار

يتوجه الأساقفة في الرسالة إلى المؤمنين البلجيك بالقول: “بعد عودتنا من روما، في ختام زيارتنا إلى الأعتاب الرسولية، نتوجه إليكم. هذه الزيارة تجري كل خمس سنوات وهي حج إلى ضريحي الرسولين بطرس وبولس. هي أيضًا لقاء بأسقف روما، البابا بندكتس السادس عشر”.

وتتابع الرسالة: “كخليفة بطرس، يقوم البابا برسالة السهر على وحدة الكنيسة وتثبيت الإخوة والأخوات في الإيمان. وفي معرض هذا الأسبوع جرى تبادل مع مختلف مسؤولي الإدارة الرسولية. وكان هناك فرصة للحديث عن كل الخير الذي تقوم به الكنيسة في البلجيك. وتطرقنا إلى النواقص والثغرات والمسائل الشائكة، وبشكل خاص مسألة استقالة أسقف بروجيه التي تسببت بصدمة عميقة في كنيسة البلجيك”.

“فقد جُرحت ثقة المؤمنين برعاتهم بشكل عميق. ولهذا نود أن نتوجه بهذه الرسالة إلى أبناء الجماعة الكاثوليكية في بلدنا”.

يعترف الأساقفة في الرسالة بأن المسؤولين الكنسيين لم يكرسوا “اهتمامًا كافيًا لمأساة الاعتداءات الجنسية على القاصرين” وأن الاعتناء بالحفاظ على سمعة الكنيسة ورجال الدين قد طغى على الانتباه على حالة الضحايا.

ولذا تتابع الرسالة سائلة الغفران إلى الضحايا وإلى أهلهم، وإلى المجتمع لأجل النتائج الإنسانية التي تسببت بها هذه الاعتداءات.

كما وعبرت الرسالة عن “رجاء متواضع بأن يبقى درب المصالحة مفتوحًا”.

 

تدابير ملموسة وصارمة

لا يكتفي الأساقفة بطلب الغفران بل يعدون بأخذ تدابير ملموسة، عملية وصارمة تتجسد في اختيار قاسٍ وجدي للكهنة والرهبان، وسيتم وضع “شرعة أخلاقية” لجميع العاملين مع الأطفال، مع المراهقين ومع الراشدين الضعفاء.

وتشدد الرسالة على أنه يترتب على الكنيسة أن تقوم بفحص ضمير في ما يتعلق بعيش أعضائها للسلطة، التي قد تقود إلى سوء استعمال للسلطة على القاصرين.

ويحرص الأساقفة على الإشارة بأن “يجب أن يحتل الاهتمام بأمن وحماية الأطفال المقام الأول. وما من مراوغة على هذه النقطة”.

هذا ويشكر الأساقفة الضحايا التي تتجاوز بشجاعة جدار الخوف مخبرة عما يحدث لها. ويتمنون أن تسهم كلماتهم في الشفاء الذي يتوقون للحصول عليه. وأوضح الأساقفة أنه من خلال التعبير عن خبراتهم المؤلمة تسهم الضحايا في مسيرة التطهير والارتداد الداخلي في الكنيسة.

كما وشكر الأساقفة أعضاء اللجنة التي تعنى بمسائل الاعتداء الجنسي التي “تسهم بإحلال حضارة الحقيقة والعدالة”.

من بين الالتزامات التي يتبناها الأساقفة: التطبيق الصارم لمعايير الاختيار للعاملين الرعويين مع الأطفال، وتطبيق مراقبة ومرافقة أكثر فعالية لكل عامل رعوي.

 

الأفق الإيجابي

هذا ويذكر الأساقفة بالخير الذي تقوم به الكنيسة أيضًا، والذي غالبًا ما يطويه الصمت والنسيان.

ولذا تعبّر في الرسالة عن عرفان الرعاة لكل المسيحيين الذين يبنون يومًا بعد يوم عالمًا أكثر إنسانية وعدالة، ويعلنون الإنجيل مساهمين في بناء كنيسة تحمل المستقبل.

وقدم الأساقفة أخيرًا أمثلة الأهل الذين يربون أولادهم تربية مسيحية، وجهود المعلمين المسيحيين في المدارس، والتعليم الكاثوليكي المدرسي والجامعي الذي يسعى إلى تقريب الإيمان إلى الحياة، وإخلاص الكهنة والرهبان والمكرسين والناشطين الكاثوليك والمتطوعين “الذين يشكون العمود الفقري للكنيسة”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير