روما، الاثنين 24 مايو 2010 (Zenit.org). – صرخ أحد القتلة برغيد: “لقد قلت لك أن تغلق الكنيسة، لمَ لم تفعل ذلك؟ لماذا لا تزال هنا؟” فأجاب بكلّ بساطة: “كيف لي أن أُغلق بيت الله؟”. (شاهدة عيان)
الثالث من حزيران ٢٠٠٧، الأحد الأوّل بعد عيد العنصرة، سقط الأب رغيد غنّي، وثلاثة من شمامسة كنيسته، تحت وابلٍ من رصاص الإرهاب الّذي لا يزال يمزّق أوصال العراق منذ سنوات عدّة.
كاهن شاب قدّم حياته للكنيسة ولم يبخل علي سيّده بدمه وبحياته.
ولأنّها سنة الكاهن، ترتدي هذه الذكرى طابعاً مميّزاًِ، فرغيد هو مثال الكاهن الّذي عشق سيّده حتّى الموت فيه ومن أجله، بعد أن قضى حياته الكهنوتيّة القصيرة في نشر إنجيل المعلّم.
ولأنّه كاهن عراقيّ، قُتل لأنّه كاهن، قُتل لأنّه مسيحيّ، قُتل لأنّه عراقيّ، فذكراه هذه السنة ستكون مناسبة للصلاة من أجل الكنائس الكاثوليكيّة والأرثذكسيّة ومن أجل الجماعات البروتستنيّة في العراق: فالإرهاب لا يميّز، يهاجم، يقتل، ويسعى الى اقتلاع ذكر المسيح من أرض العراق.
لذلك اختار موقع “شريعة المحبّة” والسنة الكهنوتيّة في مشارف اختتامها، أن تكون ذكرى استشهاد أبونا رغيد، في الأحد الأوّل بعد العنصرة، تتويجاً لأسبوع صلاة لبلده ولشعبه وللكنائس والجماعات المسيحيّة في بلاد ما بين النهرين.
الهدف من هذا الأسبوع هو ليس تأليب المشاعر ضد إخوتنا المسلمين، فمنطق المسيحيّ الحقّ هو منطق المغفرة والمحبّة، منطق قبول الإختلاف وحبّ الإختلاف، ومنطق السعي الى العيش معاً بسلام وأخوّة.
الهدف من هذا الأسبوع ليس الصلاة من أجل المسيحيّين لينجّيهم الرّب من شرّ الإسلام والمسلمين، فالمسلم المتّقي إلهه لا يرتضي بما هو حاصل اليوم في أرض العراق.
المسلم العراقيّ ليس عدوّ المسيحيّين في العراق، فالمسلم والمسيحيّ يسقطان معاً تحت نار الإرهاب والتطرّف. عدوّ السلام في العراق هو التطرّف والأصوليّة، أولئك الّذين لا يريدون أن يساكنهم الأرض شعبٌ يختلف عنهم ديناً، ولكنّه موجود هناك منذ فجر التاريخ.
صلاتنا هذا الأسبوع، نفتتحها أحد العنصرة، ونختتمها في الأحد الّذي يليه، ذكرى استشهاد رغيد. فكما افتتح موقع شريعة المحبّة هذه السنة الكهنوتيّة بصورة كاهن شهيد علي طريق القداسة، الأب جناديوس موراني المريميّ، كذلك يختتمها بكاهن شهيد آخر، الأب رغيد غنّي الكلدانيّ العراقيّ.
صلاتنا سوف تكون من أجل المسيحيّين ليثبتوا في أرضهم، فدونهم تفقد بلاد الرافدَين تاريخها. صلاتنا هذا الأسبوع لن تكون لنصرة المسيحيّين على المسلمين، بل لتثبيت إخوتنا في أيمانهم بالله الّذي أرادهم في تلك الأرض. ولثباتهم في رجائهم، ليعلموا أن لا بدّ لهذه الجلجلة أن تنتهي، ويقوم العراق من جديد بلداً للعيش المشترك. نصلّي من أجل ثباتهم في المحبّة، ليعلم مسيحيّو تلك الأرض، ومن خلالهم مسيحيّو العالم بأسره، أن وجود المسيحيّين في العراق هو رسالة، وأن دعوتهم هي عيش المحبّة رغم الإختلاف. وجودهم هناك لم يكن صدفة، ولا نتيجة عبث التاريخ، وجودهم هناك نعمة تقدّس تلك الأرض وتنميّها، لكيما يصبح العراق من جديد مكان تلاقي، ويصحّ فيه قول الكتاب: “ما أجمل أن يسكن الإخوة معاً تحت سقف واحد”.
لمزيد من المعلومات من الممكن مراجعة موقع شريعة المحبة على الرابط التالي: