نيويورك، الثلاثاء 25 مايو 2010 (Zenit.org). – “أنا كاهن كاثوليكي بسيط. وأشعر بفرح وفخر كبير بدعوتي الكهنوتية. أعيش منذ عشرين سنة كمرسل في أنغولا”، هكذا تبدأ الرسالة المفتوحة التي وجهها الكاهن الكاثوليكي مارتين لاسارتي إلى جريدة نيويورك تايمز التي كانت رائدة في الهجوم على الكنيسة والبابا انطلاقًا من قضية الكهنة الذين تحرشوا جنسيًا بالقاصرين، ساعية إلى تعميم الشك بالدعوة الكهنوتية بشكل عام. علمًا بأن الجريدة لم تقدم أي تجاوب مع الرسالة: فالحديث عن كاهن كاثوليكي يقوم بخدمته بفرح وأمانة وإخلاص منذ أكثر من عشرين سنة لا يولد شكًا ولا يشكل خبرًا!
في الرسالة التي عاد الكاهن السالسي فأرسلها إلى زينيت، يعبر الأب لاسارتي عن مشاعره نحو الموجة الإعلامية التي سلطت ضوءًا كبيرًا جدًا على بعض الاعتداءات الجنسية متناسية الخير الكبير الذي يقوم به يوميًا آلاف وآلاف الكهنة.
ويصرح المرسل: “يؤلمني كثيرًا أن هناك أشخاص يجب عليهم أن يكونوا علامات حب الله، صاروا بالواقع علامات ألم في حياة الأبرياء. ما من كلمة تستطيع أن تبرر هذا العمل. ما من شك أنه يجب على الكنيسة أن تقوم إلى جانب المستضعفين والعزّل” فحماية الأطفال هي أولية مطلقة.
ولكن “من المثير للاهتمام – تابع الكاهن الأورغوايي – كيف أن عمل آلاف وآلاف الكهنة الذين يبذلون أنفسهم لأجل ملايين الأطفال، المراهقين والمعوزين لا يولد خبرًا أو اهتمامًا”.
ويعرض الكاهن في رسالته أعدادًا وإحصاءات ملموسة لعمل الكنيسة والكهنة بشكل خاص في إفريقيا، وفي الأماكن التي ضربتها الزلازل، الأوبئة والحروب.
ويكتب الكاهن: “لا يشكل خبرًا جذابًا أن أكثر من 60000 كاهن من أصل 400000 قد تركوا أرضهم وأهلهم لكي يخدموا إخوتهم في المستشفيات، في مخيمات اللاجئين، في المياتم…”
“لا يشكل خبرًا مؤثرًا ما جرى لصديقي الاب ماركوس اوريليو، الذي أنقذ شاباً خلال الحرب في أنغولا، ورافقه من كالولو إلى دوندو، ولدى عودته من مهمة الإنقاذ قُتل لعمله هذا…”
“لا يشكل خبرًا جذابًا ما يعيشه الكاهن ‘العادي‘ في حياته اليومية، في مصاعبه وأفراحه، في خدمته للجماعة التي يعيش فيها”.
وأضاف: “الحقيقة أننا لا نريد أن نولد الأخبار، بل أن ننقل ببساطة ‘الخبر السار‘، البشرى التي بدأت عشية الفصح”.
وفي الختام، أشار الكاهن أنه لا يريد أن يدافع عن الكنيسة والكهنة، فالكاهن ليس لا بطلاً، ولا مريضًا نفسيًا. هو رجل بسيط، يريد في إنسانيته ان يتبع المسيح وأن يخدم البشر. عنده بؤسه، فقره وضعفه مثل كل البشر، ولكن عنده جماله وطيبته مثل كل الخلائق.
“التشديد بشكل مهووس ومضطهد على موضوع الاعتداءات الجنسية هو بالواقع كاريكاتور عنيف للكاهن الكاثوليكي… لذا أطلب إليك يا صديقي الصحفي، أن تطلب الحقيقة، الخير والجمال. فهذا ما يجعل مهنتك نبيلة”.
* * *
نقله عن الاسبانية بتصرف روبير شعيب