سلطة المسيح تتجلى عندما ينحني عند أقدامنا يغسل زلاتنا

وعلى الكهنة والأساقفة أن يتمثلوا بالمسيح في عيشهم للسلطة

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الخميس 27 مايو 2010 (Zenit.org). – تحدث البابا في تعليم الأربعاء أمس عن الوظيفة الثالثة في الخدمة الكهنوتية: مهمة الرعاية والتدبير. وأوضح الأب الأقدس في مطلع حديثه عن أن هذه المهمة، لا يقوم بها الكاهن بسلطانه الشخصي بل بسلطان المسيح.

وشرح أن السلطة هي مهمة والتزام يلقيه الرب على عاتق الكنيسة، ولكن هذا لا يعني أنها مدعوة إلى التحكم بالنفوس بل إلى خدمتها لخيرها الأسمى على مثال المسيح الذي لم يأت ليُخدم بل ليخدم.

وقال الأب الأقدس: “تمارس هذه السلطة لا انطلاقًا من ذاتها بل باسم يسوع المسيح الذي تلقى من الآب كل سلطان في السماء والأرض”.

سلطة المحبة

تتجلى سلطة المسيح الخادم في رعاة الكنيسة الذين يرعى المسيح من خلالهم قطيعه. وخاصية هذه المحبة هي واضحة: المحبة. فالقديس أغوسطينوس يوضح هذا الأمر قائلاً: “فلتكن رعاية قطيع الرب التزامَ محبة”.

هذا وشرح الأب الأقدس أن هذه السلطة تُمارس في طواعية وإصغاء للمسيح: “ما من أحد يستطيع حقًا أن يرعى قطيع المسيح، إذا لم يعش طاعة عميقة وحقيقية للمسيح والكنيسة، وطواعية الشعب لكهنته تعتمد على طواعية الكهنة نحو المسيح”.

أساس الخدمة الراعوية هو دومًا “اللقاء الشخصي والمتواصل مع الرب، والمعرفة العميقة له، ومطابقة الإرادة الشخصية مع إرادة المسيح”.

 

السلطة والشراكة

ثم تطرق الأب الأقدس إلى حساسية الإنسان المعاصر إذ في العقود الأخيرة، تم استعمال صفة “راعوي” وكأنها نقيض لمفهوم “التراتبي”، كما وتم تطبيق التناقض نفسه على شرح مفهوم “الشراكة”. واعترف البابا إلى أن جزء من هذا الأمر سببه سوء استعمال السلطة حتى في الكنيسة.

ثم تابع موضحًا كيف يغلب في العرف العام في فهم “التراتبية” عنصر الخضوع والعنصر القانوني؛ بحيث تشكل فكرة التراتبية نقيضًا لليونة ولحيوية الحس الرعوي.

ثم قدم شرحًا لمعنى كلمة “تراتبية” (gerarchia) التي تعني “الأصل المقدس”، أي “السلطة لا تأتي من الإنسان بالذات، بل لها أصل مقدس، في السر؛ وتُخضع بالتالي الشخص البشري لدعوة وسر المسيح؛ وتجعل من الفرد خادمًا للمسيح وفقط بما أنه خادم للمسيح يستطيع أن يدبّر، أن يهدي للمسيح ومع المسيح”.

فسلطة الكاهن لا تعني أنه يستطيع أن يتشبث بشعب الله وأن يتصرف به على هواه بل تعني دخوله في علاقة حميمة مع تواضع المسيح الذي مارس سلطته في غسله لأرجل التلاميذ.

البابا حارس الطاعة

ثم تحدث بندكتس السادس عشر عن دور البابا الذي هو مرجع لكل الرعاة الآخرين وللشراكة الكنسية. وهو أيضًا لا يستطيع أن يفعل ما يحلو له؛ بل على العكس، “البابا هو حارس الطاعة للمسيح، لكلمته التي تتلخص في “قانون الإيمان” (regula fidei)، إيمان الكنيسة، ويجب أن يستمر في الطاعة للمسيح ولكنيسته”.

وأضاف ملخصًا: “التراتبية تعني بالتالي ترابطًا ثلاثيًا: الأول هو مع المسيح والدرجات التي أعطاها الرب لكنيسته؛ الثاني مع الرعاة الآخرين في شراكة الكنيسة الواحدة؛ وأخيرًا، الترابط مع المؤمنين الموكلين إلى الفرد، في ترتيب الكنيسة”.

وخلص إلى القول: “إن الشراكة والتراتبية لا تتعارض في ما بينها، بل تؤثر الواحدة في الأخرى. وهما سوية أمر واحد (شراكة تراتبية)”.

ثم أضاف: “طريقة تدبير المسيح ليست السيطرة، بل هي الخدمة المتواضعة والمحبة في غسل الأقدام، وملكية المسيح على الكون ليست انتصارًا أرضيًا، بل تجد ملئها على خشبة الصليب، التي تضحي حكمًا على العالم ومرجعية لعيش سلطة تكون تعبيرًا حقيقيًا عن المحبة الراعوية”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير