من هوالخاسر الأكبر حال تفريغ الشرق الأوسط من مسيحييه؟

مقابلة مع النائب البطريركي للأقباط الكاثوليك في مصر الأنبا يوحنا قلته (3)

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

حاوره في القاهرة إميل أمين

القاهرة، الخميس 27 مايو 2010 (Zenit.org) . – ** ماذا عن التجاوب الكاثوليكي المصري على دعوة السينودس سيما من خلال الأسئلة الأولية  التي وزعت لمعرفة آراء الرهبانيات والكهنة الايبارشيين والعلمانيين تجاه السينودس ؟ 

اشتركنا جميعا ومن كل فئات كاثوليك مصر  ، غبطة البطريرك الأنبا انطونيوس نجيب  دعا الى تكوين لجنة  من أساقفة  وكهنة ووزع  الأسئلة على الاكليروس  والعلمانيين  وجمعنا الأجوبة وحللناها  وبلورنا وجهة نظر واحدة سنستخدمها في المناقشات الرئيسية  القادمة  وهذا ما نستعد له بعد ان يسلم قداسة الحبر  الأعظم في قبرص غبطة البطريرك النص الرئيس الذي ستقوم عليه أعمال السنودس في أوائل شهر يونيو القادم . 

 

** هل هناك اهتمام واضح سواء من الإعلام الكنسي الكاثوليك أو المسيحي المصري بشكل خاص أو من إعلام الدولة بشكل عام بشان لأعمال السينودس المرتقب؟ 

  الإعلام الكاثوليكي في مصر محدود جدا ، والإعلام الأرثوذكسي المصري أرثوذكسي جدا بما تحمله الكلمة من معاني ودلالات ،   ولهذا استطيع ان أقول وأنا عضو نقابة الصحفيين المصريين وأستاذ سابق في الجامعة  إننا  لا نمتلك في مصر منظومة إعلامية كاثوليكية أو أرثوذكسية حقيقية ، ربما نمتلك  بعضا من وسائل  الصحافة الخفيفة والسطحية ، لكن إعلام جدي  يناقش القضايا المصيرية بجدية تامة  ذلك يتطلب قيام مؤسسة صحفية مسيحية قوية وهو ما لا أراه  متواجدا الآن .

 أما عن الأعلام العام الرسمي للدولة فلم  يدرك بعد ما وراء هذا السينودس   والعرب دائما يعرفون بعد فوات الأوان . 

** في تقدير نيافتك من هوالخاسر الأكبر  حال تفريغ الشرق الأوسط من مسيحييه ؟

 الأوطان العربية ستخسر ولا شك  ، وعندما أتحدث عن مصر بشكل خاص أقول  ان من أجمل سمات مصر  التعددية والتنوع ، المسيحيين لهم دور كبير مع المسلمين  في بناء مصر عبر الزمان والمكان ، هناك تفاعل عقلي وفكري وحضاري  ، تحاول  الجماعات المتطرفة  ان  تطمس الجانب المسحي  وان تظهر جوانب بعينها وتمحي المشاركة الحضارية المسيحية  ، منذ أيام قليلة كنت على شاشة إحدى  الفضائيات المصرية وكان الحديث عن  القدس ، وقد شاركني الحوار مفكر معروف بآرائه الأصولية والذي صمم على ان القدس قضية إسلامية فقط  وحاولت كثيرا ان الفت انتباهه الى أنها قضية مسيحية كذلك لكنه رفض الاعتراف بذلك هذا نوع من الآراء المتطرفة التي يمكن ان تسود المجتمعات العربية حال إفراغها من مواطنيها المسيحيين . 
 

** تبقى مصر في كل الأوقات صاحبة دعوة إيمانية متنورة قبل ظهور الأديان التوحيدية  فهل يعني ذلك انه لا خوف على التعايش الديني المصري المختلف في مصر ؟ 

لازال نص أخناتون على  جدران معبده  في تل العمارنة  في مدينة ملوي بمحافظة  المنيا ، ولا تزال  صلاته هناك قائمة تقول ”   يا الله الخالق الواحد الأحد “،  كان ذلك قبل ظهور موسى النبي بألفي عام ، هذا الحديث أكده سفر أعمال الرسل  عندما  ذكر بولس الرسول  ان موسى تعلم وتهذب بكل حكمة المصريين ، وقد قمت ببحث مؤخرا قدمته لمكتبة الإسكندرية   عن مصر قبل ثلاثة قرون من  ظهور المسيحية واثبت فيه أنها كانت دولة توحيد  في عمقها  وان العبادات الوثنية كانت قد انحسرت الى أقصى حد ود ، وضرب المصرين أعظم مثال للتسامح فكهنة أمون لم يقتلوا لاحقا كهنة آتون وإنما أعطوهم فرصة للحياة والاحتواء ، هذا هو نمط الثقافة المصرية التي كانت سائدة ولا عجب إذن ان يقول فرويد  في كتابه ” الدين والجنس” ، ان مصر اخترعت الأديان فرد عليه احد المفكرين المصريين ” الدكتور حين مؤنس “ب القول ان مصر لم تخترع الإلوهية وبل اكتشفت حقيقة الله ولهذا لا أخشى أبدا على التعايش الإيماني المصري الديني بين أتباع الأديان الآن وكل أوان . 

** ما هي أمنيتك الاخيرة للسينودس القادم ؟ 

ان نعود ممتلئين من عنصرة جديدة روحيا وبشكل عميق وليس بصورة مظهرية وبلاغية فقط .

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير