بقلم أنطونيو غاسباري
روما، الجمعة 28 مايو 2010 (Zenit.org) – مع اقتراب موعد اختتام السنة الكهنوتية، أراد الكاردينال أنجيلو بانياسكو، رئيس أساقفة جنوى ورئيس مجلس أساقفة إيطاليا أن يذكر بأسس الدعوة الكهنوتية المتينة.
في كلمته التي افتتحت نهار الاثنين أعمال الجمعية العامة الحادية والستين لأساقفة إيطاليا، شدد رئيس الأساقفة على أن "الكاهن لا يعمل باسمه بل باسم المسيح القائم من بين الأموات، رأس جسد الكنيسة الذي يصبح مرئياً بعملها الفعال".
وأضاف: "بفضل هذا الحضور، يتمكن الكاهن من فعل أمور لم يكن قادراً على فعلها وحده، أمور يعجز عنها: تكريس الخبز والخمر ومغفرة الخطايا. لذلك، فإن الكاهن ليس كاهناً لذاته أو بفعل الجماعة، بل من أجل الأسرار، أي كاهن الله. كما أن التجذر في يسوع المسيح بدلاً من التجذر في ذاته يصبح رابطاً أساسياً وشخصياً، تماماً كما يرى في بذل الذات للآخرين "تحققاً شخصياً" و"نضجاً ذاتياً"على الصعيد الإنساني أيضاً".
"لهذه الأسباب، تتكون هوية الكاهن – المرتبطة بالمسيح – من كيانه الداخلي الذي يغذي عمل العالم منه".
حول الدعوة، أوضح رئيس مجلس أساقفة إيطاليا أنه "ينبغي تعلم الأمور المهمة من المسيح" وأن "الدعوة إعلان محبة يتطلب استجابة محبة".
لذلك، قال أنه يطلب من الكاهن، أن يكون مع المسيح ويسير دوماً بحضوره من خلال اهتداء مستمر، لأنه لن يقاوم لفترة طويلة في خدمته من دون هذا المحور، بخاصة في الزمن الحالي الذي يكثر فيه الضغط الخارجي".
ومن خلال تكرار كلمات بندكتس السادس عشر والإشارة إلى الإغراءات الحالية، أعاد الكاردينال بانياسكو التأكيد على أنه ينبغي على كل مسيحي، وبخاصة على كل كاهن، أن يكون "في العالم لا من العالم".
"إن أصبحنا من العالم وتوهمنا بالاقتراب منه، فنحن نهمله ولا نخدمه. إن فكرة أن نكون من العالم تعني أنه لم يعد لدينا كلام نقوله لنخلصه، وأننا لا نحبه".
بعدها، تناول الكاردينال بانياسكو الحديث عن موضوع راهن هو تبتل الكهنة.
وقال أن فكرة الترحيب طوعاً بهبة التبتل والسير على دربه لا تتضمن أي تشويه نفسي أو روحي.
ففي الواقع أن "التبتل الذي تطلبه الكنيسة اللاتينية والذي يعاش بالأنظار الشاخصة إلى يسوع بقلب مهتم بمصلحة الجماعة، هو تجربة محبة تنمي بشرية الكاهن وتحولها إلى هذا التفاني المطلق الذي يسهم بشكل حاسم في مسؤولية الشركة، في إمكانية تشبث الإخوة بجمال الكنيسة الإلهي"، حسبما قال الكاردينال بانياسكو.
وشدد الكاردينال بانياسكو على أن "مسؤولية السلطة التي تقضي خدمتها بتعزيز تنمية الآخرين وتنمية الكهنة لطالما أزيحت إلى مستوى ثانٍ"، ودعا جميع الكاثوليك إلى اتباع "تفسير الاستمرارية الذي يميز الكهنوت الكاثوليكي".
وأضاف أن الكنيسة التي تستطيع بنظر ثاقب أن تسير وتدرك نور السر الإلهي الذي يصعب إدراكه هي الكنيسة التي يعيشها شعب الله. "هذه الكنيسة التي يشهد لها المؤمنون هي التي تشدد على البعد الخاص بالتجسد بطريقة مقنعة".