الفاتيكان، الاثنين 24 مايو 2010 (Zenit.org). – ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها قداسة البابا بندكتس السادس عشر في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان قبيل تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء، نهار الأحد 23 مايو 2010.

* * *أيها الإخوة والأخوات الأعزاء!

بعد خمسين يومًا من عيد الفصح، نحتفل بعيد العنصرة، الذي نذكر فيه ظهور قوة الروح القدس، الذي – كريح وكنار – نزل على الرسل المجتمعين في العلية وجعلهم قادرين أن يبشروا بالإنجيل بشجاعة في كل الأمم (راجع أع 2، 1 – 13).

سر العنصرة، الذي نراه نحن في هذا الحدث، هو "معمودية" الكنيسة الحقة، ولكنه ليس خاتمة معموديتها. فالكنيسة تعيش باستمرار حلول الروح القدس، ومن دونه تفقد كل قواها، مثل قارب شراعي ينقصه الهواء. تتجدد العنصرة بشكل خاص في بعض الأوقات القوية، على صعيد محلي أو عالمي، في جماعات صغيرة أو كبيرة. المجامع المسكونية، على سبيل المثال، قد عرفت دورات فاض فيها بشكل خاص الروح القدس، ومن بين هذه المجامع هناك بكل تأكيد المجمع الفاتيكاني الثاني. يمكننا أن نذكر أيضًا لقاء الجماعات الكنسية مع المكرك البابا يوحنا بولس الثاني، هنا في ساحة القديس بطرس، في عيد العنصرة 1998. ولكن الكنيسة تعرف عددًا لا يحصى من "العنصرات" التي تحيي الجماعات المحلية: نفكر بالليتورجية، وبشكل خاص تلك التي عشناها في أوقات خاصة في حياة الجماعة، والتي شعرنا خلالها بشكل واضح بحضور الله الذي يبعث في النفوس الفرح والحماسة. نفكر بالكثير من اجتماعات الصلاة، التي يشعر فيها الشباب بوضوح بدعوة الله إلى توطيد حياتهم في حبه، حتى من خلال تكرسهم بالكلية له.

لذا ما من كنيسة دون العنصرة. وأود أن أضيف، ما من عنصرة دون العذراء مريم. هكذا كان الأمر منذ البدء، في العلية، حيث كان الرسل "مثابرين على الصلاة، مع بعض النساء، ومع مريم، أم يسوع، ومع إخوته" كما يخبرنا كتاب أعمال الرسل (1، 14). وهكذا الأمر دائمًا، في كل مكان وزمان. وقد شهدت هذا الأمر منذ أيام يسيرة في فاطيما. ماذا عاش ذلك الحشد العظيم في ساحة المزار، عندما كنا جميعنا قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة؟ كانت عنصرة متجددة. كانت مريم أم يسوع في وسطنا.

وهذه خبرة خاصة بالمزارات المريمية الكبيرة – لورد، غوادالوبي، بومباي، لوريتو – وأيضًا المزارات الصغيرة: فحيث يجتمع المسيحيون للصلاة مع مريم هناك يهب الرب روحه.

أيها الأصدقاء الأعزاء، في عيد العنصرة هذا، نحن أيضًا نريد أن نكون متحدين روحيًا بأم المسيح وبالكنيسة إذ نطلب بإيمان فيضًا جديدًا للباراقليط الإلهي. نطلب هذا الفيض لأجل كل الكنيسة، بشكل خاص في هذه السنة الكهنوتية، لأجل خدام الإنجيل، لكيما تُعلن رسالة الخلاص لكل البشر.

* * *

نقله من الإيطالية إلى العربية روبير شعيب – وكالة زينيت العالمية (Zenit.org)

حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية – 2010.