جل الديب، الخميس 6 يناير 2011 (ZENIT.org). – عقد رئيس اللجنة الأسقفية “عدالة وسلام” المطران سمير مظلوم، ظهر الثلاثين من ديسمبر 2010 مؤتمراً صحافياً في المركز الكاثوليكي للإعلام قدّم خلاله رسالة البابا بنديكتس السادس عشر لليوم العالمي الرابع والأربعين للسلام 2011، بعنوان : “الحرية الدينية درب إلى السلام” .شارك فيه: رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بشارة الراعي، ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام، الأب عبده ابو كسم. وحضره أعضاء اللجنة الأسقفية “عدالة وسلام” الأب باسم الراعي، والدكتور فادي جرجس وعدد كبير من المهتمين والإعلاميين ورجال الدين المسلمين.
رحب المطران بشارة الراعي بالحضور وقال: في زمن الميلاد، افضل تحية ميلادية هي “ولد المسيح، هللويا” فيوم ميلاد يسوع المسيح، مجد الله ظهر على الأرض، وأعطيت للشعوب عطية السلام، وزرع الرجاء في القلوب فأصبح السلام عطية من الله للبشر ليبنى هذا السلام في العائلات والمجتمعات والدول.
وقد اختار البابا بولس السادس اليوم الأول من كل سنة يوماً عالمياً للسلام، من أجل التفكير في مفهوم السلام والإلتزام به والصلاة من أجل إحلاله. ودأب البابوات على أحياء يوم السلام في العالم وإصدار رسالة خاصة لهذا اليوم .
وأضاف:”الحرية الدينيّة دعوة لكل إنسان وحق جوهري من عمق طبيعة الإنسان. وهي مفتاح السلام وطريقه. ولكن يعترضها مخاطر عديدة، كالتعصب الديني، والأصولية، تسييس الدين، والعلمانويّة، استغلال التعدديّة الدينيّة والثقافيّة والعولمة بنكران الحرية الدينية. وهذا يشكل تراجعاً كبيراً في الثقافة البشريّة.
ثم قدّم المطران مظلوم شرحاً مفصلاً لرسالة قداسته وهذا ملخص عنه:
ينطلق البابا من واقع الاضطهاد الجديد الذي يأخذ شكلا عنفيا ظاهرا، تقوم به الأصولية الدينية، وآخر خفيا، تقوم به العلمانية. وهذا الواقع يشكّل في نظره ضرباً للسلام إذ فيه مسّ بمكوّن أساسي في بناء السلام هو كرامة الشخص البشري مصدر الحرية الدينية التي تنبثق منها جميع الحقوق.
ويتابع قداسته: الحرية الدينية شأنها شأن أي حرية لا تتحقق فعلياً إلا في إطار جماعي. فهي “إنجاز سياسي وقانوني حضاري” وضمانة للعدالة. وهذه لا تمنحها الدولة بل تقر بها وتحترمها. وخلاف ذلك تكون العدالة عرضة للتشويه والوقوع “تحت سيطرة “التوتاليتاريات السياسية والأيديولوجية التي تعظّم السلطة العامة، فيما تشهد في المقابل انتقاصاً من حرية الضمير والفكر والدين”. إن الحريّة الدينية والحال هذه هي “شرط لتشريع القواعد الاجتماعية والقانونية من الناحية الأدبية” و”أساس دولة القانون”.
والحرية الدينية قوة تواصلية بما أنّها مصدر للخير والحق، فهي تثبت احترام الآخر وتبني الحوار من أجل وعي أكبر للخير والحق وتكريس للحقوق. و في ذلك نفي لمنطق العداوة. وتساعد على ذلك تربية المرء على أنّ يرى “في الآخر أخاً وأختاً” وتربية على الحوار، مجالاً مميّزاً للبحث المشترك عن الحقيقة وفرصة للتعدّدية وللاغتناء الثقافي ولتقوية الروح الطيبة والانفتاح والتبادل.
إنّ حرية بهذه الفعالية تتحول مدرسة أخلاق بامتياز، في استطاعتها تطوير لا أسلحة فتّاكة وعداءً وكراهية تجاه الآخر، بل “أسلحة أدبية”، و”رسالة تاريخية ونبوية” “قادرة على تبديل العالم نحو الأفضل” من خلال شهادة التسامح والغفران. وتغذّي “الرجاء في مستقبل عدالة وسلام” وتبيّن حقيقة أنّ “العالم بحاجة إلى الله (…) [و] إلى قيم أدبية وروحية”. هكذا يضحي “السلام هبة من عند الله وفي الوقت نفسه تصميماً ينبغي إنجازه لأنه لم يكتمل بعد (….) ليس السلام غياب الحرب وحسب، أو مجرّد ثمرة الهيمنة العسكرية والاقتصادية، أو وليد الدهاء والمكر ومهارة التحكم بالأمور. السلام بالأحرى نتيجة مسيرة من الارتقاء الثقافي والأدبي والروحي لكل شخص وشعب، تُحتَرم في إطاره كرامة الإنسان بالكامل”.