الفاتيكان، الخميس 27 يناير 2011 (Zenit.org). – لقد تسنى لي منذ بضع سنوات أن ألتقي بشخصية شهيرة في فرنسا، اسمه جوزيف ماري فيرلند (Joseph Marie Verlinde)، وأعتقد أن خبرته الذاتية يمكن أن تشكل لنا خير تفسير لعمق الأنتروبولوجيا الكتابية. في شبابه، عندما كان له من العمر 24 عامًا نال على شهادة دكتورا في العلوم الذرية. وقد عاش الثورة الجنسية في عام 1968 مع كل ما حملته من انفتاح ثم انفلاش فخيبة. خلال تلك الفترة ترك الدرس، ولكنه ترك أيضًا المسيحية. ومن ثم، في معرض فترة ضياع التقى بغورو (معلم) هندي تتلمذ له وتبعه في مناطق كثيرة في العالم، إلى أن وصل إلى الهند وبدأ يعيش كراهب هندوسي.

في أحد الأيام، جاء إلى زيارة منسكتهم مسيحيي عرف في ما بعد أنه حالما رآه تألم لرؤية أوروبي قد ترك ثقافته ودينه المسيحي ليتبع ديانة أخرى، مضحيًا بكنز معرفة المسيح لكي يتبع ديانة بشرية. وعرف أيضًا في ما بعد أن ذلك المسيحي أراد أن يسجد ويصلي له، ولكنه لم يرد أن يهين إحساس الهندوس، فذهب إلى المرحاض وركع متواضعًا وصلى لأجل جوزيف.

بالعودة إلى سيرة جوزيف، يخبر هو بالذات أنه خلال خبرته كراهب هندوسي، بدأ يفكر هل تعاليم الهندوسية هي حقة وواقعية؟ وكان يرى التعاليم التي تُقدم له والتي تتحدث عن ألوهية الإنسان، وقدراته الفائقة، ويكتشف يوميًا الضعف البشري، وتوصل إلى أن يعي أنه بالرغم من توقه إلى الكمال لم يكن بوسعه الوصول إليه، وكان بحاجة إلى مُخلّص يعتق إرادته من ضعفها ويجعلها تصل إلى قمة ذاتها. فهم أنه لا يستطيع أن يكون خلاص ذاته، وكان لهذه الخبرة أن فتحت له الطريق إلى الرجوع إلى إيمان واعٍ في المسيح، ولا مجرد إيمان وراثي.حاليًا صار فيرلاند راهبًا كاثوليكيًا وهو معلم كبير للصلاة وللحياة الروحية.

أردنا إيراد هذه القصة، رغم علمنا بأن خبرة النفس الحميمية مع الله لا يمكن أن تحتويها أو تعبّر عنها الكلمات. الغاية من السرد كانت أن نتعمق في فهم البعدين اللذين يتألف منهما الإنسان، البعد الخلائقي المحتاج والبعد الإلهي الذي هو روح الله فيه.