بقلم الأب سميح رعد

الفاتيكان، السبت 25 ديسمبر 2010 (ZENIT.org). – اليوم، كما منذ ألفي سنة، هناك ألف سبب لليأس والقنوط، بينما نحتفل بفرح عيد الميلاد لا تزال الأخبار السيئة قوتنا اليومي. بلدان كثيرة تعيش أزمات سياسية، وهناك مشاكل اقتصادية واجتماعية، الكنيسة مضطهدة... والأخبار السيئة التي نسمعها من بلداننا في الشرق الأوسط ليست مفرحة. وقلبي مسمَّر ومصلوب مع مسيحيي العراق والأراضي المقدسة.

اليوم، كما منذ ألفي سنة يحاول الشرير قتل البشرى السارة.

في هذا الجحيم بالذات اتخذ ربنا جسد طفل صغير، ضعيف، وصار لاجئًا مثل آلاف اللاجئين اليوم. وأخذ يتنقل من بلد إلى بلد بحثًا عن السلام.

الحمد لله ليس العنصر السلبي هو العنصر الوحيد وليس الأخير الذي نجده في خبر ولادة المسيح.

نرى الأرض أهدت المغارة، الملائكة مع الرعاة قدَّموا الترنيم، المجوس مع النجم توجهوا نحوه. نرى أيضًا حب مريم وإخلاص يوسف، نجد انتباه الرعاة وابتهاجهم، كما نشاهد زيارة المجوس الحكماء، ولا يمكننا أن ننسى الأشخاص الذي استقبلوه. هكذا كان يكبر يسوع بهدوء البيت الجديد، بيت يوسف ومريم، في المدينة الجديدة التي سوف يصنعها، والعالم الجديد الذي وعد الله به منذ آلاف السنين.

إنَّ رسالة الميلاد تجعلنا ندرك ظلام العالم المغلق، وتوضح بدون شك حقيقة نواجهها يوميًا. ولكنه يقول لنا أيضا أننا لسنا وحيدين في هذا العالم هناك كثر سيستقبلوننا ولن يدعونا وحدنا، كاستقبال كل الذين رحبوا بيسوع.

هناك أشخاص كثر اكتشفوا يسوع المسيح منذ البداية، ورحبوا به وكان لهم خلاصًا.

لنستقبل نحن أيضًا المسيح الطفل الجديد عبر كلام الإنجيل، عبر هذه الذبيحة، إنَّ نور الفادي سيدخل حياتنا.

إخوتي وأخواتي فلنطلق على طريق نور المسيح الوليد الجديد، وعلى طريق رسالته. إننا مدعوون للخروج من حبسنا، من رغباتنا، ومن مصالحنا الشخصية. مدعوون إلى التوجه لملاقاة الله وعبادته. وذلك من خلال الانفتاح على الحقيقة، حقيقة يسوع المسيح أولاً.

رسالة الميلاد هي رسالة الرجاء، كل شيء سوف يتغير نحو الأفضل. عيد ميلاد الرب يقدم لنا ألفي سبب للرجاء. أتمنى لكم عيد ميلاد مجيد ومبارك.