القاهرة، الخميس 6 يناير 2011(ZENIT.org). – تحتفل بعض ايبارشيات جنوب مصر ” الصعيد ” بعيد الميلاد المجيد على حسب التقويم الشرقي أي في السابع من يناير من كل عام ، وتلقي حادثة الإسكندرية بظلالها على أجواء العيد هذا العام ، وفي هذا الإطار وجه الأنبا إبراهيم اسحق مطران ايبارشية المنيا للأقباط الكاثوليك رسالة رعوية جاء فيها : الأخوة الآباء والكهنة .. الأخوات الراهبات وشعب إيبارشية المنيا الذي أحمله في صلاتي وفي قلبي
نعمة وفرح تجسد المحبة الالهية يحلان في قلوبكم وسلامة يملأ حياتكم
اشعر بألم عميق في داخلي، ككل مصري، تجاه ما حدث في وطننا هذه الأيام , وعلى فقدان العشرات من أبناء مصر الأبرياء ضحية الارهاب الاعمى و الغادر , الذي استهدف اغتيال فرحة عيد الميلاد وتهديد أمن واستقرار البلد .
لو أدرك المستخفون بحياة الناس ان الانسان أياً كان انتسابه الديني والسياسي والفكري, هو صورة الله ومثاله, و الحياة وديعة من الله وهي قيمة فوق كل قيمة واليه تعود، لفهموا ان الدين الحق يوحًد ولا يفرق.
وبالرغم من تشتت الأفكار واختناق الكلمات فانني أشعر أن الرب يدعونا الى استرداد شجاعتنا والتماسك لنرفع قلوبنا اليه وننظر بعضنا الى بعض ونحذر الخطر الذي يتربص بنا.
كم من أقوال كثيرة في حب مصر سمعتها خلال الأيام الماضية، الا انني أرى أن هذا الحب لايزال يفتقر الى نضوج واكتمال, ويحتاج الى البحث في مفهوم الانسان كانسان في مصر، نحتاج الى تعميق معنى الوطن كمرجع للافراد والجماعات، نحتاج الى توحيد عقولنا في الحقيقة، وقلوبنافي المحبة، وبناء حياتنا على الحق والعدل والسلام.
فيارب نصلي اليك طالبين نياحا ورحمة للضحايا والمنتقلين ، عزاءً سماوياً لذويهم والمتألمين، هدوءً وسلاماً وعقلانية لنا جميعا مسحيين ومسلمين حتى لايحرقنا تيار الغضب والكراهية الذي قد يؤدي بالجميع الى مصير لايعلمه الا الله.
ميلاد المسيح مصدر السلام
ان المسيح سلامنا فهو عطية السلام لجميع الناس، منذ أن ترنمت الملائكة وفرحت الأرض بانشودة السلام”المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام للناس المسرة”(لو 1: 14) الى اكتمال سر الخلاص بالقيامة عندما اعطى المسيح هذه العطية”السلام لكم00″(يو 20: 19).
لقد أتى المسيح ليجمع ما كان منقسماً ويهزم الخطيئة والبغض موقظاً في البشرية الدعوة الى الوحدة والأخّوة. انه المبدأ والمثال للبشرية المتجددة الممتلئة حباً أخوياً، وإخلاصاً وروحاً مسالماً.
وسلامنا نحن هو هبة ومسئولية، لقد وهب لنا سلامه من أجل أن تكون كنيسته علامةً للسلام لأجل العالم وهي تفعل الآن ذلك بوضع إنجيل السلام في خدمة الجنس البشري.
ميلاد المسيح دعوة لولادة جديدة
إن ميلاد المسيح دعوة لاكتشاف معاني جديدة لعلاقة الانسان بربه، فقديماً كان العهد الذي قطعه الله مرتبطا باتمام الشريعة والناموس وأصبح بالميلاد إنتماء الانسان بربه مرتبطاً بتطهير القلب ليحب الله فيحيا”ويختن الرب إلهك قلبك ونسلك ، لتحب الرب إلهك من كل قلبك، وبكل نفسك لكي تحيا00″ (تث 30: 6). ويفسر القديس بولس هذه الولادة بختان القلب العائد الى الروح لا الى الحرف والشريعة (رو 2: 29). كما أن الانسان مدعو أن يحب أخاه كحبه لنفسه، فهذه هي العلامة الحقيقية لحب الله.
فالاحتفال بالميلاد فرصة لأن نجدد أذهاننا وقلوبنا وعلاقاتنا بدءاً من عائلاتنا، وجيراننا، ونظرتنا تجاه مسؤوليتنا بان نكون أكثر ايجابية والتزاماً شخصياً بهدف البناء والخير العام. صلاتنا من اجل كل من له مسئولية في بلدنا وفي كل العالم لكي بمنحه الرب القوة والشجاعة لكي يكون همه الحقيقي هو خدمة الناس بأمانة وبالتزام، وان يكون هدفه الأول إعلاء قيمة الإنسان وحماية الخير العام وازدهاره.