أولاً يجب أن يعلم العالم بأن غالبية من هاجروا من هذه البلاد فرضت عليهم الهجرة، وهذا ما نسميه بـ التهجير القسري”، ونحن بدورنا ككنيسة كنا وما زلنا نتمنى أن يبقى المسيحيون في أرض أبائهم وجدودهم، ويستمروا في العطاء تماماً مثلهم، ويعلنوا عن شهادتهم وإيمانهم الذي تسلّموه أمانةً من الأجيال السابقة.
رغم عدم ارتياحنا بهجرة أبنائنا، ولكننا مع هذا لم نتوانَ عن خدمة السريان في كل العالم، لقد أسسنا أبرشيات جديدة حيث هم، فيها كل المقومات اللازمة، ورسمنا لها مطارنة أكفاء ليقودوا دفة الكنيسة إلى الآمان، ويخدموا أولادهم بالبرّ والتقوى والفرح، روحياً ودينياً وتربوياً وثقافياً واجتماعياً. ونتابع من مقرنا الرسولي بدمشق أخبارهم، ونحاول مع مجمعنا المقدس أن نضع لهذه الأبرشيات القوانين اللازمة ليكون الانضباط سيداً للمواقف في هذه الأبرشيات، ونعمل في الوقت ذاته على خدمة أبنائنا وبناتنا في المهجر، ونتابع أعمالهم وخطواتهم بواسطة المطارنة الأجلاء، والمجالس الملية المحلية، وبزياراتنا الرسولية، المتكررة لهم ، والغاية من كل هذا أن تستمر الكنيسة في عطائها، وتعمل على إعلاء شأن أباء الكنيسة المقدسة، وتمجيد اسم ربنا يسوع المسيح.
كيف ينظر رئيس الكنيسة السريانية في العالم إلى مستقبل المسيحيين في الشرق؟
رغم كل ما حصل نحن نعيش في تفاؤل تام لمستقبل المسيحيين في الشرق، ونبرهن على ذلك من خلال مشاريعنا المتعددة والمتنوعة، فنحن في البطريركية مثلاً أقمنا صرحاً يمتاز بالبناء الشاهق والكبير، الذي أصبح فخراً لكل السريان في العالم، في هذا الصرح البطريركي توجد كلية مار أفرام اللاهوتية، ودير راهبات مار يعقوب البرادعي، وبيت المحبة وغيرها من المشاريع التي تؤكد بأننا باقون هنا، ولا نريد أن يشعر أحدٌ بأننا سنغادر البلاد، وهكذا المشاريع اليوم في مدينة حلب التي تدل على البقاء وتدعو إلى المزيد من الخدمة، وكذلك في كل الأبرشيات، فنحن نعيش هذا التفاؤل ونرجو أن يرسل الله أمنه وسلامه إلى منطقتنا، وتنعم بالاستقرار فيبقى من تبقى من المسيحيين في هذه البلاد ليكملوا رسالة آبائهم وأجدادهم.