البطريرك عيواص : "لن ينسى أبناء العراق مجزرة كنيسة سيدة النجاة لعشرات السنين"

مقابلة مع قداسة البطريرك مار إغناطيوس رئيس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم

حاوره جميل دياربكرلي، عنكاوا كوم – سوريا

حلب، الاثنين، 10 يناير 2011 (ZENIT.org).- التقى موقع “عنكاوا كوم” رئيس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الأعلى في العالم قداسة البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك أنطاكية وسائر المشرق،  في مدينة حلب خلال زيارته لها، وافتتاحه وتكريسه لمشاريع فيها. ننشر مقتطفات من المقابلة:

 صاحب القداسة، لنتطلع إلى ما حصل في مصر(كنيسة القديسيّن)، والعراق( كنيسة سيدة النجاة)، كيف تنظرون إلى العمليات الإرهابية التي طالت الكنائس، ومن برأيكم يقف وراءها؟

 

أبدأ بالجواب أولاً عن الشق الثاني في السؤال. قد لا نستطيع أن نسمي بالتحديد من يقف وراء هذه الأعمال الإجرامية، ولكن كل عاقل يدرك أن يد الشرّ هي التي تمتد من وقت لآخر في القيام بأعمال تخريبية تنم عن العنف.

إننا منذ اللحظة الأولى استنكرنا ما وقع في كنيسة سيدة النجاة في بغداد، ونعتقد أن عصرنا لم يشهد مجزرة مماثلة في واحد من بيوت الله كما حصل هناك، فنحن بدورنا نسأل لماذا يقوم الأشرار بتفجير الإنسان الذي ذهب ليصلي في بيت الله، لن ينسى أبناء العراق هذه المجزرة لعشرات السنين.

أما ما حصل في الإسكندرية وتحديداً في كنيسة القديسَين فهذه جريمة أخرى قام بها الذين لا يخافون الله ، لقد عرفنا أن الضحايا  كانوا من مسلمين ومسيحيين، وهذا يعني بأن المجرمين يحبون الدم، ويقتلون من يشاؤون، ولكن أن يحصل التفجير أمام باب الكنيسة فهذا شيء يدعو إلى العجب. لقد استنكرنا هذا العمل الجبان،  عزينا قداسة أخينا البابا شنودة الثالث، والكنيسة القبطية بهذه الفاجعة التي أودت بحياة الأبرياء.

 صاحب القداسة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية تنتشر اليوم في كل أنحاء العالم، وأصبح للسريان مكانة مميزة في بعض الدول مثل: السويد، وألمانيا، وباقي الدول الأوروبية، ماهي نظرتكم المستقبلية للوجود السرياني في بلاد الإغتراب؟

Share this Entry

أولاً يجب أن يعلم العالم بأن غالبية من هاجروا من هذه البلاد فرضت عليهم الهجرة، وهذا ما نسميه بـ  التهجير القسري”، ونحن بدورنا ككنيسة كنا وما زلنا نتمنى أن يبقى المسيحيون في أرض أبائهم وجدودهم، ويستمروا في العطاء  تماماً مثلهم، ويعلنوا عن شهادتهم وإيمانهم الذي تسلّموه أمانةً من الأجيال السابقة.

رغم عدم ارتياحنا بهجرة أبنائنا، ولكننا مع هذا لم نتوانَ عن خدمة السريان في كل العالم، لقد أسسنا أبرشيات جديدة حيث هم، فيها كل المقومات اللازمة، ورسمنا لها مطارنة أكفاء ليقودوا دفة الكنيسة إلى الآمان، ويخدموا أولادهم بالبرّ والتقوى والفرح، روحياً ودينياً وتربوياً وثقافياً واجتماعياً. ونتابع من مقرنا الرسولي بدمشق أخبارهم، ونحاول مع مجمعنا المقدس أن نضع لهذه الأبرشيات القوانين اللازمة ليكون الانضباط  سيداً للمواقف في هذه الأبرشيات، ونعمل في الوقت ذاته  على خدمة أبنائنا وبناتنا في المهجر، ونتابع أعمالهم وخطواتهم بواسطة المطارنة الأجلاء، والمجالس الملية المحلية، وبزياراتنا الرسولية، المتكررة لهم ، والغاية من كل هذا أن تستمر الكنيسة في عطائها، وتعمل على إعلاء شأن أباء الكنيسة المقدسة، وتمجيد اسم ربنا يسوع المسيح.

كيف ينظر رئيس الكنيسة السريانية في العالم إلى مستقبل المسيحيين في الشرق؟

رغم كل ما حصل نحن نعيش في تفاؤل تام لمستقبل المسيحيين في الشرق، ونبرهن على ذلك من خلال مشاريعنا المتعددة والمتنوعة، فنحن في البطريركية مثلاً أقمنا صرحاً يمتاز بالبناء الشاهق والكبير،  الذي أصبح فخراً لكل السريان في العالم، في هذا الصرح البطريركي توجد كلية مار أفرام اللاهوتية، ودير راهبات مار يعقوب البرادعي، وبيت المحبة وغيرها من المشاريع التي تؤكد بأننا باقون هنا، ولا نريد أن يشعر أحدٌ بأننا سنغادر البلاد، وهكذا المشاريع اليوم في مدينة حلب التي تدل على البقاء وتدعو إلى المزيد من الخدمة، وكذلك في كل الأبرشيات، فنحن نعيش هذا التفاؤل ونرجو أن يرسل الله أمنه وسلامه إلى منطقتنا، وتنعم بالاستقرار فيبقى من تبقى من المسيحيين في هذه البلاد ليكملوا رسالة آبائهم وأجدادهم.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير