اسلام اباد، الخميس 13 يناير 2011 (Zenit.org) – آسيا بيبي منهكة وقلِقة، حزينة وتتألم نفسيًا، تبكي كثيرًا وترغب برؤية أولادها، تشعرُ دومًا بالخطر، وتطلبُ وتثقُ بمساعدة الله لها. هذا ما تلقته وكالة فيدس من مصادر قريبة من عائلة آسيا، المحكوم عليها بالموت بتهمة التجديف والمحبوسة في سجن شيخبورا. وكان زوجها اشيك بيبي، قد تمكّن البارحة من رؤيتها في السجن، وقالَ إنّ حالتها النفسية “مستنفذة ويائسة”.
وبعد مقتل محافظ بنجاب، سلمان تاسيير، وتهديدات المجاميع الإرهابية، ازدادت تدابيرُ الحماية في السجن، إذ اقتصرت الزيارات على الزوج فقط. وعرّفت آسيا المحافظ تاسيير بأنّه “رجلٌ طيب وعادل، ومؤيّد لكفاحي ضدّ الظلم والغاء قانون التجديف” وأضافت بحزن: “من سيحمينا الآن؟ فنحنُ جميعًا في خطر”. وأشارت مصادر لوكالة فيدس حالةَ التوتر الشديدة في البلاد بعد المظاهرات الأخيرة التي قامت بها المجاميع الأصولية الإسلامية والتي أشادت بقاتل المحافظ وعرّفته بـ”البطل”، ودعت المتشددين لقتل آسيا بيبي وجميع مَن يريدون تعديل قانون التجديف. عائلة آسيا في خطر وتعيشُ في مخبأ، وحتّى المحامون أنفسهم وجميع من يقدمون مساعدات مادّية للعائلة هم في خطر. وأشارَ في حوارٍ مع وكالة فيدس، هارون بسركت مسيح، مدير “مؤسسة مسيحي” التي توفّرُ مساعداتٍ لآسيا ولعائلتها: “هناك اليوم عشرة ملايين قاتلٍ لآسيا. تاسيير قُتِلَ، كما حكم المتطرفون على الوزير شهباز بهاتي أو الوزير السابق شيري رحمان بالقتل. ولكن الحكومة، مع رئيس الوزراء جيلاني ووزير العدل، قالت علنًا بأنها لا تنوي تعديل قانون التجديف بكلّ الأحوال. الحكومة رهينة الأصوليين، وبالتالي لا توجد مبادئ ولا ديمقراطية بل هناك شرعية بانتهاك حقوق الإنسان. ولذلك فأنا أتساءل: من هو صاحبُ السلطة في باكستان اليوم؟ الحكومة أم القادة الدينيون الأصوليون؟”.
في الوقت ذاته، أعلمَ محامو آسيا وكالةَ فيدس بأنّه يُحتمَل أن لا تحدد محكمة لاهور العليا موعدًا قريبًا لجلستها الاستئنافية الأولى، بسبب التوتر الاجتماعي والسياسي والديني الذي يعيشه البلد. ويُخشى أنه لو استدعيت آسيا إلى المحكمة، يمكنُ أن تصبحَ هدفًا سهلاً وتضافُ إلى 35 ضحية من حالات القتل غير الشرعي التي تعرّض لها أشخاصٌ متّهمون بالتجديف. وفي موقع بلوك ومواقع الانترنت في باكستان، تطوّع المئاتُ والآلاف مجانًا لقتل آسيا بيبي على أملٍ أكيد بالحصول على الجنة.
وطلبتْ لجنةُ حقوق الإنسان الآسيوية (AHRC)، في بيانٍ أرسلته لفيدس، المحاكمة الرسمية لقادة “تحفّظ وناموس ورسالة” (التحالف من أجل الدفاع عن إكرام النبي) والذين حرضوا علنًا في مظاهراتٍ في الأيام الماضية “على قتل الأشخاص الأبرياء”. ويتساءل النص: “أين الحكومة التي عليها أن تحمي المواطنين واحترام القانون؟”. وطلبت لجنة حقوق الإنسان الآسيوية محاكمة بعض القادة الدينيين الإسلاميين مثل مولانا فاتزولر رحمان، قائد “جماعة عليمة واسلام”؛ منوّر حسّان، قائد “جماعة اسلامي”؛ ساهندازا ابو الخير زوباي، رئيس “جماعة عليمة وباكستان” وآخرين.