نقلته إلى العربية غرة معيط (Zenit.org)
حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية 2011
روما، الاثنين 17 يناير 2011 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها بندكتس السادس عشر يوم أمس الأحد قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بحضور آلاف الحجاج الذين احتشدوا في ساحة القديس بطرس.
***
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،
يُحتفل في هذا الأحد باليوم العالمي للمهاجر واللاجئ الذي يدعونا سنوياً إلى التفكير في تجربة العديد من الرجال والنساء، والعديد من العائلات التي تغادر بلادها سعياً وراء ظروف حياتية أفضل. هذه الهجرة تارة تكون طوعية، وطوراً قسرية للأسف بفعل الحروب أو الاضطهادات، وغالباً ما تحصل – كما نعلم – في ظروف مأساوية. لذلك، تأسست قبل 60 عاماً المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة. وفي عيد العائلة المقدسة المصادف مباشرة بعد عيد الميلاد، ذكرنا بأن والدي يسوع اضطرا أيضاً إلى الهرب من بلادهما واللجوء إلى مصر لإنقاذ حياة طفلهما: المسيح، ابن الله كان لاجئاً. منذ الأزل، تشهد الكنيسة في وسطها تجربة الهجرة. فالمسيحيون يضطرون أحياناً ومع الأسف إلى مغادرة وطنهم بألم، فيضعفون البلدان التي عاش فيها أجدادهم. من جهة أخرى، يشكل نزوح المسيحيين الطوعي لأسباب مختلفة من مدينة إلى أخرى، ومن بلد إلى آخر، ومن قارة إلى أخرى، فرصة لزيادة النشاط الرسولي لكلمة الله، ويسمح لشهادة الإيمان بالانتشار أكثر في جسد المسيح السري، بعبور الشعوب والثقافات، والوصول إلى حدود جديدة وأماكن جديدة.
“عائلة بشرية واحدة” هو شعار الرسالة التي بعثت بها بمناسبة هذا اليوم. إنه شعار يشير إلى هدف وغاية رحلة البشرية العظيمة عبر القرون: تشكيل عائلة واحدة، بشكل طبيعي مع كل الاختلافات التي تغنيها، وإنما من دون عوائق، مع الوعي بأننا جميعاً إخوة. يؤكد المجمع الفاتيكاني الثاني على ما يلي: “جميع الشعوب تشكل في الواقع جماعة واحدة؛ ولديها مصدر واحد لأن الله أسكن كل الجنس البشري على وجه الأرض كلها” (إعلان “في زماننا هذا” nostra aetate، 1). يقول المجمع أيضاً أن الكنيسة “هي في المسيح كسرّ أي رمز وأداة الاتحاد الوثيق بالله ووحدة كل الجنس البشري” (الدستور الرسولي “نور الأمم” Lumen gentium، 1). لذلك، ينبغي على المسيحيين، على الرغم من انتشارهم في مختلف أنحاء العالم، واختلاف ثقافاتهم وتقاليدهم، أن يكونوا واحداً، حسبما يشاء الرب. هذا هو الهدف من “أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين” الذي يقام خلال الأيام المقبلة، من 18 ولغاية 25 يناير. وهو يستلهم هذه السنة من مقطع من أعمال الرسل: “وكان الجميع يداومون على تلقي تعليم الرسل، وعلى حياة الشركة، وكسر الخبز، والصلوات” (أع 2، 42). وغداً، يسبق ثمانية وحدة المسيحيين يوم الحوار بين اليهود والمسيحيين. وهو حدث معبر جداً يذكر بأهمية الجذور المشتركة التي توحد اليهود والمسيحيين.
بالالتجاء إلى مريم العذراء من خلال صلاة التبشير الملائكي، دعونا نوكل إلى حمايتها جميع المهاجرين والملتزمين في عمل رعوي وسطهم. ولتساعدنا مريم، أم الكنيسة، في التقدم على درب الشركة التامة لجميع تلاميذ المسيح.
نقلته إلى العربية غرة معيط (Zenit.org)
حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية 2011
إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير