الراحة الحقة هي العتق من الخطيئة

Share this Entry

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الاثنين، 24 يناير 2011 (Zenit.org). –  لقد تحدثنا في المرة السابقة عن قراءة أولى لراحة السبت ولمعناها انطلاقًا من سفر الخروج. ولكن، كما هي العادة في الكتاب المقدس، الرب لا يُغلق المعاني ويسنتفدها في نص واحد بل يوسع الأطر لكي تتضمن أبعاد حياة الإنسان وتعقيدها الطبيعي. وهكذا، في ما يتعلق براحة السبت نجد نصًا يجيب على الأسئلة التي بقيت مفتوحة في المقالة السابقة ومن ناحية، ويعطي لراحة السبت معنى روحي أعمق من امتداد يوم يتألف من 24 ساعة.

بركة الله، البركة التي يسبغها من خلال السبت، لا تمر فقط من خلال الراحة، بل بشكل خاص من خلال خبرة التحرير التي يعيشها الإنسان في حياته مع الله. هذا التحرير الذي يصل إلى أعمق جذور الحياة أسماه العرف اللاهوتي بـ “الفداء” أو “الخلاص”. ومن هذا المنطلق يتحدث نص سفر تثنية الاشتراع عن الوصية الثالثة، وصية السبت فيقول: “احفظ يوم السبت لتقدسه، كما أمرك الرب إلهك. ستة أيام تعمل وتصنع جميع أعمالك. واليوم السابع سبت للرب إلهك، فلا تصنع فيه عملا، أنت وابنك وابنتك وخادمك وخادمتك وثورك وحمارك وجميع بهائمك ونزيلك الذي في داخل مدنك، لكي يستريح خادمك وخادمتك مثلك. واذكر أنك كنت عبدا في أرض مصر، فأخرجك الرب إلهك من هناك بيد قوية وذراع مبسوطة، ولذلك أمرك الرب إلهك بأن تحفظ يوم السبت” (تث 5، 12 – 15).

هذا النص يعطي لراحة السبت بعدًا خلاصيًا وواسعًا، ويشير بالنسبة لشعب إسرائيل إلى خبرة التحرير من عبودية مصر، والتي هي بالنسبة لنا المسيحيين مجرد رمز للتحرر من عبودية الخطيئة والموت. فالرب يسوع، في موته على الصليب طائعًا للآب وغافرًا للبشر فدى البشرية بيد جبارة وذراع ممدودة.

يوضح لنا هذا النص أن فقط من تحرر من عبودية الخطيئة يستطيع أن يختبر معنى الراحة وبالتالي أن يتجاوب وأن يعيش الوصية الثالثة. الدخول في الراحة ليس مجرد ارتخاء واستجمام، إنه عمل روحي عميق. وكل منا يختبر كيف أنه عندما تتربص به الخطيئة لا يعود يعرف معنى الهناء، فالخطيئة الكامنة تقلق لياليه وتقلقل نومه.

الأمثولة التي نتعلمها من هذا النص، نص سفر التكوين، هي أن الإنسان يستطيع أن يختبر الراحة، وأن يعيش البركة فقط عندما يقرر أن يعيش على مثال الله وأن تكون حياته اقتداءً بحياة الله. وكل هذا هو ممكن فقط إذا ما نظرنا إلى ذواتنا بعيون الله، إذا ما التفتنا إلى حياتنا فوجدنا فيها إشعاع نظرة الله التي تباركنا وتخلصنا.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير