الفروقات والتكامل بين قصتي الخلق في سفر التكوين

Share this Entry

بقلم روبير شعيب

روما،  الثلاثاء 25 يناير 2011 (Zenit.org). – إذا كان الفصل الأول من سفر التكوين، المنتمي إلى التقليد الكهنوتي، يقدم لنا قصة خلق الكون بطريقة يشكل فيها الإنسان إكليل الخليقة، فالفصل الثاني من السفر عينه – وهو من التقليد اليهوي – يركز انتباهه فورًا على الإنسان، ويلخص فيه معنى وغاية كل الخليقة. الفصل الثاني يلخص كل عمل الخلق في آيتين ونصف حيث يقول: “عندما خلق الرب الإله الأرض والسماء، لم يكن هناك نبات في الأرض، لم تكن الأعشاب قد نمت، لأن الرب الإله لم يكن قد أمطر على الأرض، ولم يكن هناك من يعمل الأرض ويجعل المياه تخرج من الأرض عبر القنوات لكي يروي الأرض” (تك 2، 4 – 6).

يمكننا أن نقول أن الفصل الأول يقدم إطارًا لعلاقة الله بالكون، ويدعو الإنسان لكي ينظر إلى الكون بعيون الله المبارِكة، أما الفصل الثاني فيصور إطار العلاقة الخاصة بين الله والإنسان، فيقدم العناية الخاصة التي وضعها الله في خلقه للإنسان.

وإذا كان الفصل الأول من سفر التكوين يقدم الخلق كعمل “كلمة” الله، فالصل الثاني يقدم لغة بدائية، ويقدم عمل الخلق كـ “فعل” يقوم به الله بتأنٍ وتدريج: الله يجبل الإنسان – وحرفيًا الأرضي فالأرض بالعبرية هي “ها أداما” والإنسان هو “ها آدام” – أي البشر بشكل عام. وهذا الاسم الذي هو إلى حد ما اسم جنس سيضحي فقط في الفصل الرابع اسم علم (راجع تك 4، 25).

ولكن ما يميز الإنسان عن سائر المخلوقات، أكانت حيوانًا، نباتًا أو جمادًا هي هذه الآية: “ونفخ الله في أنفه روح حياة”. نص الفصل الثاني من سفر التكوين يترجم بهذا الشكل كرامة الإنسان الأول. ففي الإنسان نسمة حياة هي من حياة الله، هي هبة خاصة من الله لكل إنسان تميزه عن الحيوانات.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير