ويقول أن حمل السلام يعني مشاركة الصليب
القدس، الأربعاء 12 يناير 2011 (Zenit.org) – يظهر الاعتداءان المأساويان اللذان استهدفا الجماعات المسيحية خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، إلى جانب حصيلة القتلى التي بلغت 80 شخصاً، أن الشهادة للمسيح قد تكلف ثمناً باهظاً، حسبما يقول بطريرك القدس للاتين.
هذا ما لفت إليه رئيس أساقفة القدس فؤاد طوال خلال كلمة وجهها إلى الجماعة الأرثوذكسية في المدينة في بطريركية الروم الأرثوذكس. حصل الاجتماع ضمن سياق اللقاء السنوي لتنسيق المجالس الأسقفية لدعم كنيسة الأراضي المقدسة وجمعية الأساقفة الكاثوليك في الأراضي المقدسة، اللقاء الذي ينعقد في القدس لغاية يوم الخميس.
في كلمته، رحب البطريرك طوال بالممثلين عن مختلف كنائس الأراضي المقدسة، وبالممثلين عن "تنسيق الأراضي المقدسة" الذي يضم أساقفة وزعماء كنسيين من مجالس أسقفية من كندا وانكلترا وبلاد الغال وفرنسا وألمانيا وإيرلندا وإيطاليا وإسبانيا وسويسرا والولايات المتحدة، وذلك في لقاء سنوي ينعقد في الأراضي المقدسة.
تحدث بطريرك اللاتين عن الاعتداء الذي استهدف كنيسة سيدة النجاة في بغداد بتاريخ 31 أكتوبر، وأدى إلى سقوط 58 قتيلاً و75 جريحاً، وعن الاعتداء الذي استهدف كنيسة القديسين القبطية الأرثوذكسية في الإسكندرية بمصر بتاريخ الأول من يناير، وأسفر عن سقوط 21 قتيلاً وأكثر من 100 جريح.
قال رئيس الأساقفة طوال: "أصحاب الغبطة والسيادة، أيها الأحباء، ينعقد لقاؤنا هنا في هذه البطريركية الرائعة في زمن يزيد فيه إدراك العالم أجمع لمعنى العيش كشهود للمسيح في هذه الأراضي".
وأكد البطريرك على أن هذه الاعتداءات تجعل قرار البقاء في أراض تشهد الاضطرابات أمراً "مؤثراً أكثر من أي وقت مضى".
"على الرغم من أن التحديات التي يواجهها شعبنا هنا في الأراضي المقدسة ليست مشابهة تماماً، إلا أن هذه الأحداث أثرت في شعبنا أيضاً. الآن، وأكثر من أي وقت مضى، نرى حقيقة ما كتبه آباء السينودس في مقترحاتهم للأب الأقدس، نرى أن دعوتنا إلى أن نكون حاملي السلام "يعني مشاركة صليب المسيح".
إضافة إلى ذلك، استشهد البطريرك طوال بكلام السينودس قائلاً: "وسط عالم متسم بالانقسام والمواقف المتطرفة، نحن مدعوون إلى عيش الشركة في الكنيسة بالحفاظ على انفتاحنا على الجميع. من الواضح أن هذه الدعوة تفوق قوتنا البشرية أحياناً. ووحدها نعمة الله الموجودة في شركتنا معه وبيننا هي القادرة على مساعدتنا على اعتبار هذه الرسالة كهبة ثمينة".