المناقشة حول الحرية الدينية تُوجَّل لأجل غير مسمى
روما، الأربعاء 02 فبراير 2011 (Zenit.org) – “توشك المؤسسات الأوروبية على فقدان مصداقيتها”. هكذا عنونت إذاعة الفاتيكان يوم أمس موضحة “هذه هي الخشية التي عبر عنها مسؤول رفيع في الكوريا الرومانية بعد إرجاء نص الدبلوماسية الخارجية للاتحاد الأوروبي حول الحرية الدينية لأجل غير مسمى بسبب انعدام التوافق”.
تفيد إذاعة الفاتيكان بما يلي: “حصل جدل في بروكسل حول ذكر مصطلح “مسيحي” في وثيقة رسمية. فالوزراء الأوروبيون للشؤون الخارجية الذين تمنوا أن يذكر الإعلان بوضوح الجماعات الدينية المعرضة لخطر العنف والتمييز، لم يربحوا”.
يضيف المصدر عينه: “وفي الحقيقة أن هذا الإعلان كان مطلوباً عقب الاعتداءات على المسيحيين في العالم”.
أمام الصحافيين، شدد رئيس المجلس الحبري لتعزيز الكرازة الإنجيلية الجديدة على عدم إمكانية “تجاهل مشاعر السكان”.
وانتقد المونسنيور رينو فيسيكيلا بخاصة الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية، كاثرين آشتون قائلاً: “التدقيق اللغوي بات أمراً لا يحتمل، ولا أريد بعد الآن احترام أسلوب يرفض الاعتراف بالواقع المسيحي”.
ووفقاً للمونسنيور فيسيكيلا، فـ “لا يمكن لأوروبا أن تنصرف إلى موقف حيادي”، وإنما مع كاثرين آشتون “توشك كلمة “مسيحي” على عدم الورود في أي قرار أوروبي”.
وخلال الأيام الأخيرة، كان البرلمان الأوروبي قد عبر بوضوح عن دعمه للمسيحيين المضطهدين، وتأييده للحرية الدينية المنتهكة حالياً في أكثر من 50 بلداً، حسبما تذكر إذاعة الفاتيكان.
وتوضح: “طلب النواب من الدول الأوروبية عدم إبرام أي اتفاقيات أو شراكات مع البلدان التي لا تحترم الحرية الدينية. هناك حالياً وعي بمعاناة الأقليات المسيحية في العديد من البلدان”.
كذلك، تذكر إذاعة الفاتيكان بأن سفراء البلدان الـ 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي كانوا قد اتفقوا على اجتماع لوزراء الخارجية في بروكسل حول نص يدعو كاثرين آشتون إلى إعداد “مقترحات ملموسة” لـ “تعزيز” عمل الاتحاد الأوروبي لصالح الحرية الدينية.
يدين النص بشدة “أعمال العنف الأخيرة والأعمال الإرهابية التي تستهدف أماكن العبادة والحج”، لكنه لا يشير إلى أي جماعة محددة، الأمر الذي اعتبرته بعض الوفود، بخاصة الإيطالية والفرنسية، “غامضاً جداً”، وفقاً لبعض الدبلوماسيين.
ورفض آخرون منهم بخاصة دبلوماسيو بريطانيا وبعض البلدان الشمالية هذه الإشارة، قائلين أنه ينبغي عدم تحويلها إلى “صدام بين الحضارات”، بحسب أحد الدبلوماسيين.
في النهاية، قرر الأعضاء الـ 27 إحالة النص إلى سفرائهم لكي يمحصوه، حسبما أوضح دبلوماسيون آخرون.
ختاماً، تقول إذاعة الفاتيكان: “إن ارتباك مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي وضعفه يوشكان على تعميق الهوة بين المواطنين والمؤسسات”.