بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الخميس 3 فبراير 2011 (Zenit.org). – “كونوا مصغين مثابرين لكلمة الله، لأن كل حكمة الحياة تولد من كلمة الرب! كونوا ممحصين لكلمة الله، من خلال القراءة الإلهية، لأن الحياة المكرسة تولد من الإصغاء لكلمة الله وتقبل الإنجيل شرع حياة لها”.
بهذه الكلمات توجه الأب الأقدس إلى المكرسين في عيد دخول المسيح إلى الهيكل الذي يناسب عيد الحياة المكرسة.
ففي العظة التي تلاها في معرض القداس الإلهي الذي جمعه بالمكرسين في بازيليك القديس بطرس، بدأ البابا حديثه منطلقًا من الوصف الذي يقدمه سمعان الشيخ ليسوع: “نورًا يضيء للأمم”، مشيرًا إلى أن يسوع يشكل لقاء العهدين القديم والجديد، فيسوع يدخل الهيكل القديم، وهو في شخصه هيكل الله الجديد، يأتي لزيارة شعبه مكملاً الطاعة للشريعة ومفتتحًا زمن الخلاص الأخير.
وتأمل بندكتس السادس عشر بدخول المسيح إلى الهيكل الذي لم يلفت نظر الآخرين، لأنه ولد بين سائر الأولاد، فحتى الكهنة لم يتمكنوا من رؤية علامات الأزمنة. وحده سمعان الشيخ مع حنة النبية يعيان الجدة الحاصلة. من خلال هداية الروح القدس يريان في الطفل اكتمال انتظارهما الطويل، ويتأملان نور الله الذي يأتي لينير العالم.
في موقف العجوزين يُلخّص كل العهد القديم وفرح اللقاء بالمخلص.
ثم قال البابا: “إن تقدمة يسوع إلى الهيكل تشكل أيقونة بليغة لهبة الذات الكاملة التي يُدعى إليها الكثير من الرجال والنساء في حضن الكنيسة والعالم من خلال المشورات الإنجيلية، التي هي العوالم الأكثر تعبيرًا عن يسوع العفيف، الفقير والطائع.
الحياة المكرسة نور
واعتبر البابا أن الأيقونة الإنجيلية تقدم أولاً رمز النور الذي يعبّر عن إشعاع الحياة الروحية، والذي تعبّر عنها الحياة المكرسة بشكل خاص كونها “فيلوكاليا” أي حب الجمال الإلهي الذي يعكس طيبة وصلاح الله المنعكس على وجه المسيح.
الحياة المكرسة شهادة نبوية
في المقام الثاني، تعكس الأيقونة الإنجيلية إشعاع هبة الروح القدس، فسمعان وحنة يتأملان الطفل ويريان مصير الموت والقيامة لأجل خلاص العالم ويعلنان سر الخلاص الجامع، والحياة المكرسة هي مدعوة لهذه الشهادة النبوية.
“على المكرسين – بحسب البابا – أن يشهدوا لأولية الله، للشغف بالإنجيل المعاش في حياتهم والمعلن للفقراء ولمهمشي الأرض”.
الحياة المكرسة عيش للحكمة
في المقام الثالث، أيقونة التقدمة إلى الهيكل تعكس حكمة سمعان وحنة، حكمة تتجلى في حياة مكرسة بالكامل للبحث عن وجه الله، عن علاماته، وعن إرادته، حياة مكرسة للإصغاء ولإعلان كلمة الله.
والحياة المكرسة هي “علامة مرئية في العالم وفي الكنيسة لهذا البحث عن وجه الرب وعن السبل المؤدية إليه”.
ثم جدد البابا الدعوة للمكرسين لكي يكونوا في حياتهم “تفسيرًا حيًا لكلمة الله”، وشرح أن الروح القدس الذي من خلاله كُتب الكتاب المقدس هو عينه يقدم أنوراً جديدة حول كلمة الله للمؤسسين والمؤسسات. ومن هذه الكلمة تنبع المواهب ومن هذه المواهب قوانين ودساتير الرهبنات التي تضحي سبل حياة جديدة مطبوعة بالجذرية الإنجيلية.