“القاهرة تشتعل لصالح مَن…؟! “
حاورته ماري السمين
القاهرة، الخميس 03 فبراير 2011 (Zenit.org) – تشهد مصر لليوم العاشر على التوالي احتجاجات غير مسبوقة يشارك فيها مئات الآلاف من المتظاهرين الذين يطالبون برحيل الرئيس المصري حسني مبارك، وتحقيق اصلاحات سياسية واجتماعية جذرية، مع دعوات داخلية وخارجية بانتقال سلمي للسلطة، الا أن اليومين الآخرين من الاحتجاجات شهدا تناحراً دموياً بين مؤيدي ومناصري النظام الحالي.
وحول هذه المجريات المتسارعة وردود الافعال المتباينة بين مختلف فئات الشعب المصري كان “لزينيت” هذا اللقاء مع الاب رفيق جريش مدير المكتب الصحفي للكنيسة الكاثوليكية بمصر، والذي قدم تحليلاً لما يجري في الساحة السياسية الداخلية بمصر، فتفضل سيادته قائلاً:
الشعب المصري الآن منقسم الى أربعة فئات، الفئة الأولى مؤيدة للرئيس الحالي حسني مبارك واغلبهم من المستفيدين من استمرار مدة حكمه واغلبهم من رجال الاعمال واعضاء الحزب الوطني الحاكم والذي حصلوا على 89% من مقاعد البرلمان خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة والتي شابها الكثير من العور، والفئة الثانية هي تلك “الصامتة” حتى الآن لأي طرف سياسي بمصر ولكن مع استمرار الضغوط الحالية وما يتعرض له المجتمع المصري من تخريب وتدمير لبنيته التحتية فقد تدفعهم تلك التداعيات الى التعبير عن وجهة نظرهم، والفئة الثالثة تناهض فكرة استمرار حكم الرئيس مبارك حتى انتهاء فترة رئاسته في سبتمبر المقبل، وأخيراً الفئة الرابعة والتي تضم الشباب الذي انتفض منذ الخامس عشر من يناير الماضي وحتى الآن بالاضافة إلى القوى المعارضة الموجودة في مصر والتي ركبت الموجة وتحاول سلب “ثورة الشباب” وفي مقدمتها الاخوان المسلمون.
أما عن موقف الكنيسة القبطية الارثوذكسية في مصر فقد اعلن البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكنيسة القبطية الارثوذكسية تأييده الكامل للرئيس مبارك، فقد أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس المصري أعلن فيه موقفه بكل وضوح وان لم يكن مطلقاً فهناك الكثير من الاقباط في مصر لا يؤيدون هذا الرأي.
أما الكنيسة الكاثوليكية فهي لا تتدخل في العمل السياسي، وتؤمن بحرية كل شخص مع اختلاف الرؤى السياسية ولكنها ترفع شعار “عدم التخريب” وتشجع الحوار الوطني المستنير وهذا الموقف مطابقاً لموقف الجماعات الانجيلية في اغلبها والتي لا تناصر فرقةً على أخرى.
وحول الوضع الاقتصادي السيئ الذي تؤول اليه البلاد يوماً بعد يوم قال الأب جريش:” ان الاوضاع الاقتصادية في مصر تنبىء بكارثة اقتصادية كبيرة فالبنوك والمؤسسات الحيوية الأخرى مازالت مغلقة لليوم العاشر على التوالي، مما أدى الى شلل كبير في قطاع الاعمال ووقف حركة التداول في البورصة المصرية سبب خسائر تقدر بالملايين حتى الآن، كما لم يتمكن العديد من العاملين في قطاعي الاعمال العام والخاص من التحصل على رواتبهم، واصبحت طوابير الشعب على منافذ بيع الخبز مشهداً اعتيادياً بالاضافة الى أزمة في البنزين والسولار وان لم تكن هناك حتى الآن أزمة في توفير السلع الاساسية للمواطنين، وهذا لا يمكن أن يستمر طويلاً حتى لا تنهار بنية البلاد، خصوصاً وهناك أيدٍ خارجية تحاول الانقضاض على مصر فتتحول الى كتلة ملتهبة في كيان الشرق الأوسط.”
واختتم رئيس المكتب الصحفي للكنيسة الكاثوليكية بمصر حديثه قائلاً:” نرفع الصلوات والقداسات وساعات السجود في كنائسنا الكاثوليكية المصرية كل يوم، كما نسعى لتهدئة الشباب ونبث فيهم روح السعي لاحلال الاستقرار داخل بلدهم مصر.”