الأب فديريكو لومباردي
روما، الثلاثاء 08 فبراير 2011 (Zenit.org) – إن الأحداث الجارية في شمال إفريقيا هي ثورة اجتماعية وسياسية حقيقية، إمكانية نمو للبلدان ذات الأغلبية المسلمة، حسبما يعلن الأب فديريكو لومباردي في افتتاحية "أوكتافا دييس"، النشرة الأسبوعية الصادرة عن مركز التلفزة الفاتيكاني الذي يتولى بنفسه إدارته.
يقول الناطق باسم الكرسي الرسولي: "في هذه الحقبة، ينظر العالم إلى شمال إفريقيا والشرق الأوسط. أولاً، إلى تونس، ومن ثم إلى مصر وغيرهما حيث تجري عمليات تغييرات سياسية يصعب تحديدها وتقييمها، وإنما من المؤكد أنها معبرة ليتم التحدث عنها بتعبير "الثورة".
ويضيف: "نرجو جميعاً ألا تعاني الشعوب المعنية من العنف وسفك الدماء، وألا تستمر فترة عدم الاستقرار التي تعظم فيها مخاطر المعارضة والصدام. من المؤكد أن المشاكل الاقتصادية، حالة الفقر التي تعيش فيها شرائح سكانية واسعة والتي تفاقمت بفعل الأزمة الاقتصادية العالمية، كان لها أهمية كبرى في بداية الاحتجاجات".
يتابع قائلاً: "مع ذلك، وكما لفت أساقفة شمال إفريقيا، فلا بد من الكشف أيضاً عن الأمل في المزيد من "الحرية والكرامة"، بخاصة من جهة "الأجيال الصاعدة في المنطقة"، الأمر الذي يُترجم برغبة في أن يتم الاعتراف بالجميع كمواطنين، ومواطنين مسؤولين".
"إن سكان المنطقة يتألفون من نسبة ملحوظة من الشباب الذين لا يرون أمامهم أي آفاق مستقبلية"، يشدد الأب لومباردي مذكراً بالدعوة التي أطلقت قبل بضعة أشهر خلال السينودس الخاص بالشرق الأوسط مطالبة بالمزيد من الحماية لحقوق مواطنة المسيحيين المقيمين في البلدان ذات الأكثرية المسلمة، والتي تشمل اليوم جميع السكان.
يضيف الأب لومباردي: "حالياً، وفي سبيل تعزيز كرامتها، تطالب شعوب بأكملها بالاعتراف بحقوقها في المواطنة، بالحقوق الملازمة لكل البشر من كافة الديانات. المسيحيون يشكلون أقلية ضئيلة، لكنهم يتضامنون مع الجميع في هذه الرغبات وهذه الآمال".
ويقول ختاماً: "إن تمكنت هذه الأمم ذات الأكثرية المسلمة من التوصل في هذا العمل الأساسي، إلى النمو في الحوار، في احترام حقوق الجميع، في المشاركة، في الحرية، سيصبح السلام في العالم أكثر ثباتاً. هذا ما نتمناه من أجل مصلحتهم أولاً، وإنما أيضاً من أجل خير أسرة الشعوب كلها".