القاهرة ، الأربعاء 09 فبراير 2011 (Zenit.org) – “الوضعُ طبيعيٌ الآن وإن كان الاحتجاجُ مستمرًا في ساحة التحرير، حيث يتبادلُ الخطباء أحاديث بواسطة مكبرات الصوت”. هذا ما قاله لوكالة فيدس الأب لوتشانو فيردوشا، مرسل كومبوني يعملُ في القاهرة. “بالأمس شاهدتُ لحظةً مؤثرة عندما تمّ ذكر ضحايا صراعات الأيام الماضية. سمعتُ أيضًا حديث كاتبةٍ مشهورة وناشطة في مجال حقوق الإنسان، سكينة فؤاد، والذي يمكنُ اختصاره في ثلاثة نقاط: لماذا لم تسمعنا الحكومة عندما اشتكينا على الفساد ونقص الديمقراطية؟ أين كان المتظاهرون عندما كنّا نستنكر هذا الوضع؟ الشعب المصري شعبٌ كبير ذو حضارة وإرث تاريخي واسع، ولكن عليه أن يعبّر عن ذاته في المحيط العالمي. وختمت مؤكدة بأن الحكم لابدّ أن يمسك زمامه أشخاصٌ يحبّون البلاد، وليس اولئك الذين يستغلّونه”.
وواصل الأب لوتشانو: “سألتُ بعض المتظاهرين إن كانوا يخططون لمستقبل البلاد، فأجابوا بالنفي لأنّهم مهتمون الآن بالاحتجاج فقط والتأكيد على استقالة الرئيس مبارك”.
وبحسب الأب لوتشانو “لم يتمّ حل الوضع إطلاقًا بسبب استمرار الانضمام إلى المعارضة وهناك العديد من الساحات الأخرى المليئة بالمتظاهرين. فهناك احتمال وقوع مفاجئات جديدة أخرى”.
وحول علامات التعب الظاهرة في الشعب للمعارضة، أجاب الأب لوتشانو: “أغلبية الشعب يريدُ التغيير والاستمرار بالاحتجاج. ولكن هناك مؤيدو مبارك الذي يضغطون من أجل رجوعٍ سريع إلى حياةٍ طبيعية. ويتساءل رجالُ الأعمال واولئك الذين يعيشون حياةً كريمة نوعًا ما تحت حكم النظام: ماذا ينتظرنا الآن؟ تنتظرنا أزمة خطيرة لأننا نخسر ملايين الدولارات كلّ يوم. ويقولون إن هذا الوضع لابدّ أن ينتهي وإلاّ ستنقلب حياتنا بالكامل”.
ووصف المرسل الاستقطاب بين مَن يريد عودة سريعة إلى الحياة الطبيعية ومَن يريد الاستمرار بالاحتجاج حتّى تغيير النظام الحاكم، إذ “يؤكدُ الأولون أن مبارك قدّم مقترحًا معقولاً (أن يحكم حتّى انتخابات شهر سبتمبر وعندها لن يرشّح نفسه مرةً أخرى)، ولذلك ننتظرُ حتّى سبتمبر، فليست بالتالي نهاية العالم. بينما يجيبُ الآخرون بالنفي لأنهم يؤكدون بأن النظام الحاكم يريدُ تأكيد من يخلفه، وبالتالي لن يتغير أي شيء، فالمتظاهرون يريدون تغييرًا جذريًا.